جريدة

بشرى بادحمان تكتب: إمارة المؤمنين وامتدادها نحو العمق الإفريقي يقلق مضجع أوروبا

صرحت وزيرة الخارجية لدولة السنغال السيدة “عيساتا تال سال” على هامش مشاركتها  فعاليات “المرأة التجمعية” بمدينة مراكش في شهر مارس الماضي، أن الملك محمد السادس يعتبر أيضا أمير للمؤمنين لشعب دولة السنغال. هذا التصريح  الذي لقي تجاوبا  ايجابيا  من قبل المغاربة على  مواقع التواصل  الاجتماعي، معبرين عن فخرهم  بالمملكة المغربية، واعتزازهم بملكهم أمير المؤمنين محمد السادس ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة التي يحظى بها المغرب في إفريقيا.

 وليس هذا التصريح الأول من قبل مسؤول إفريقي حول المغرب، فلطالما عبر الأفارقة عن علاقتهم المبنية على التواصل الروحي للمملكة المغربية، الذي استطاع  من خلاله المغرب وبفضل الإمارة الرشيدة  وعلمائه الأجلاء  عبر تاريخ  المملكة في نشر الدين  الإسلامي، وحفظ ثوابته، وتحقيق التعايش السلمي بين الأفراد  والجماعات، فكان سببا في إسلام  الكثير من الأمم الإفريقية من خلال توطيد  جسور الثوابت الدينية  المشتركة في العقيدة الأشعرية والمذاهب الفقهية السنية، إضافة إلى التصوف السني، وهذا ما يجعل إمارة المؤمنين راسخة في الضمير والوجدان الهوية الإفريقية التي بناها المغرب في تكوين الذات الإفريقية بقيم الشريعة الإسلامية.

    وتعتبر إمارة المؤمنين من الأعمدة التي تنفرد بها المملكة المغربية عن باقي الدول  الإسلامية المعاصرة، فهي  خاصية تتميز بها المملكة، حيث تمثل  توافق المكونات العرقية، ووحدة المذهب المالكي عبر تاريخيها المجيد،

وللتذكير فقد كان “عمر بن الخطاب “رضي الله عنه  أول من لقب بأمير المؤمنين، وبعده لقب خلفاء الأمة الإسلامية، أما في المغرب فأول من لقب بأمير المؤمنين  هو السلطان المرابطي “يوسف بن تاشفين “، و منذ ذلك العهد  حمل السلاطين والملوك  هذا اللقب الجليل الذي يشمل بين طياته أهمية كبرى ومغزى عميق، حيت تقترن  إمارة المؤمنين مع لقب الملك أو السلطان باعتباره والي  الأمة والساهر على صلاح أمورها وأحوالها الدينية والدنيوية.

ولم  يقتصر دور المغرب فقط  على الجانب الديني والروحي نحو إفريقيا،  بل تعداها  إلى  قيام العلاقات  السياسية و التبادلات التجارية برغم أنها كانت اقل  مقارنة بالجانب الديني، ولكن  وفي السنوات الأخيرة  وضع المغرب رؤية  إستراتيجية  بالانفتاح الاقتصادي والتجاري من خلال إرساء نموذج واعد للتعاون جنوب –جنوب المتعددة الأبعاد مع الدول الإفريقية، والتي توجت بعودة المغرب للبيت الاتحاد الإفريقي سنة 2017.

    كما أرسى المغرب دعامة قوية جعلته قطبا اقتصاديا قويا وبوابة نحو إفريقيا تتهافت عليه دول العالم ليضع لها  قدما داخل هذه القارة. فبعد انتشار الوعي الجماعي  للشعوب الإفريقية والبحث عن الاستقلالية الاقتصادية وبناء قارة بعيدة عن التبعية للغرب، تراجعت معه  الهيمنة  الأوروبية وبالأخص فرنسا  التي ضعف دورها دخل القارة  الإفريقية.

أما المغرب فلطالما  حاول  توثيق أواصر الأخوة مع الشعوب الإفريقية التي تؤسسها  الدبلوماسية الناجحة  للمملكة، وبما أن  المغرب بلد إمارة المؤمنين فالملك هو من سيمثل الإسلام  مستقبلا في حواره مع باقي الديانات الأخرى، فليس بالغريب أن تسمع أي مسؤول من دولة إفريقية المسلمة سواء مالي أو نيجيريا أو السنغال…،  يقول إن إمارة المؤمنين في المغرب تمثلهم كما حصل مع تصريح وزيرة الخارجية السنغال، الأمر الذي يغيض أعداء وحدة المغرب التربية ، ويستشعرون معه الخوف من امتداد المغرب نحو إفريقيا .

     وحسن الختام  إذا كان  العالم يرى الشرق  بلد الأنبياء، فالمغرب منذ أن أنعم  الله عليه  بنور الإسلام  جعل رجال هذا  البلد من أوليائه  الصالحين، وشرفائه  الأبرار، الذين حملوا مشعل نشر الدين الإسلامي عبر ربوع المعمور، بمباركة ربانية لملوكه العظماء،  ويحرص الملك محمد السادس نصره الله  أن يسير على خطى أسلافه الميامين  في حماية الملة والدين .

 حفظ الله مولانا الإمام أمير المؤمنين الملك محمد السادس، و أطال  الله في عمره ووفقه وسدد خطاه .