جريدة

بوتين :اسرائيل تنفد تدميرا شاملا ضد المدنيين في قطاع غزة

ميديا أونكيت 24

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إسرائيل بأنها تنفذ “تدميرا شاملا” ضد المدنيين في قطاع غزة، وأشاد بجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تخفيف معاناة الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال لقاء عقده بوتين في على هامش منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) مع مسؤولي إدارات وكالات أنباء دولية، بينهم رئيس تحرير الأناضول يوسف أوزهان.

وردا على سؤال لأوزهان بشأن وجود خطة لدى روسيا لحل أزمة الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة وإمكانية تقديمها مبادرة داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ذلك، قال بوتين: “أول شيء أريد أن أقوله هو بالطبع أننا ضد الإرهاب بجميع مظاهره، وضد الهجمات على المدنيين، في أي مكان وفي أي بلد”.

– حرب غزة

وأضاف أن “ما يحدث الآن في غزة (…) لا يشبه الحرب أبدا، بل هو نوع من التدمير الشامل للمدنيين”.

وشدد أيضًا على أن “الولايات المتحدة هي المسؤولة عما يحدث في غزة”.

واعتبر بوتين أن “ما يحدث بغزة هو نتيجة للسياسة الأمريكية، التي احتكرت عملية السلام، متجاهلة جميع الآليات السابقة التي تشكل نتاج جهود جماعية لحل هذه المشكلة الصعبة للغاية”.

وفي إشارة إلى تعاطي الإدارة الأمريكية مع قضية غزة استناداً إلى “وجهات نظر محدودة وطرح حلول سريعة”، قال بوتين: “من الناحية العملية، ليس من الممكن حل المشكلة ببعض العروض المادية”.

وتابع أن “القضايا الأساسية والمسائل السياسية، تحتاج إلى حل، وذلك يشمل بالنسبة للقضية الفلسطينية تطبيق مبدأ حل الدولتين، دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية”.

وأشار إلى أن “موسكو اعترفت بالدولة الفلسطينية خلال الحقبة السوفيتية”.

وأكد بوتين أنه “لا يمكن حل الأزمات دون معالجة القضايا الأساسية”.

كما أشاد بوتين بجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الصدد، قائلا إنها “ملموسة” في تخفيف معاناة الفلسطينيين.

وسلط بوتين الضوء على الخطوات التي اتخذها أردوغان لحل الصراع، قائلاً: “نعلم أن الرئيس أردوغان بذل جهودًا حثيثة لحل هذه القضية الملحة للغاية والتي طال أمدها”.

وأردف: “بالنظر إلى تأثير الرئيس أردوغان في المنطقة والعالم بأسره والعالم الإسلامي خاصة، فإننا نتوقع أن تكون مساهمته ملحوظة، ومن جانبنا، ومع الأخذ في الاعتبار علاقاتنا الطويلة مع إسرائيل، فإننا على استعداد لبذل كل ما في وسعنا لحل هذه الأزمة”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 119 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.

– التعاون مع تركيا

وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا، ذكر بوتين أن بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، “آق قويو” النووية في ولاية مرسين (جنوب)، يتقدم وفقًا للجدول الزمني المحدد.

وقال إن العديد من الخبراء الأتراك يعملون في المشروع، مشيراً إلى أن محطة “آق قويو” للطاقة النووية تفتح مجالاً جديداً للاقتصاد التركي وقطاع الطاقة.

وشدد بوتين على أن الرئيس أردوغان اتخذ قرارًا استراتيجيًا بشأن محطة الطاقة النووية، قائلاً إنه “إلى جانب المنافع العديدة، فإن عمل المحطة يقلل أيضًا من الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية، وبالتالي لدينا شراكة عمل موثوقة في هذا المجال”.

وتعد “آق قويو” التي دشنت أولى مراحلها في أبريل/ نيسان 2023، أول محطة تركية للطاقة النووية، وواحدة من بين أكبر الاستثمارات بالبلاد، في إطار اتفاق أبرمته تركيا مع روسيا عام 2010.

وتلبي المحطة 10 بالمئة من الطلب على الكهرباء في تركيا عند تشغيل كامل وحداتها في 2028.

وبموجب الاتفاقية الحكومية الدولية المبرمة بين تركيا وروسيا، من المتوقع أن تبدأ الوحدة الأولى في توليد الكهرباء عام 2025.

وستتمتع محطة “آق قويو” للطاقة النووية بقدرة توليد طاقة تبلغ 35 مليار كيلووات في الساعة بعد اكتمال جميع الوحدات الأربع.

وعن مركز الغاز الطبيعي المخطط لإنشائه في تركيا، قال بوتين إنه “يهدف إلى أن يكون منصة إلكترونية لتجارة الغاز، خاصة لأوروبا”.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، تسارعت فكرة مشروع مركز الغاز الطبيعي المزمع إنشاؤه في تركيا، وذلك عبر الاجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي.

وتمتلك تركيا بنية تحتية مهمة في الغاز الطبيعي عبر خطوط أنابيب السيل الأزرق (عبر البحر الأسود) والسيل التركي وتاناب (لنقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر الأناضول).

من جهة أخرى، قال بوتين: “هناك شيء أريد أن ألفت انتباهكم إليه، بينما تتعاون تركيا مع أوكرانيا في بعض المجالات، تحاول الأخيرة ضرب خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز إلى تركيا، هذه ليست مزحة أو مبالغة بأي شكل من الأشكال”.

وأردف: “نود إطلاع صديقنا الرئيس أردوغان على الحقائق المتعلقة بهذا الأمر، وهناك أيضًا هجمات مستمرة بمركبات بحرية مسيرة تستهدف السفن التي تحمي البنية التحتية للطاقة تحت البحر الأسود”.

وبشأن تطور العلاقات التجارية وحجم التجارة بين تركيا وروسيا، قال بوتين: “يبدو لي أن الكتلة الاقتصادية للحكومة في تركيا ركزت في الآونة الأخيرة على الحصول على القروض، والقيام بالاستثمارات، وتلقي المنح من المؤسسات المالية الغربية”.

واختتم حديثه بالقول: “ربما لا يكون هذا أمرًا سيئًا، أما إذا كان الأمر يتعلق بتقييد العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا، فإن الاقتصاد التركي سيخسر أكثر مما يكسب”.

– توريد الأسلحة إلى أوكرانيا

في سياق آخر، قال بوتين إن روسيا “قد تنفذ ضربات” على الدول التي تزود أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى عبر بلدان ثالثة.

وحذر في هذا الصدد من أن العقيدة العسكرية الروسية تنص على استخدام “جميع أنواع” الأسلحة “حال تعرض وجود البلاد للخطر”.

كما حث الرئيس الروسي العالم على التنبه إلى “محاولات أوكرانيا مهاجمة أنابيب غاز السيل التركي والسيل الأزرق” التي تنقل الغاز إلى العالم عبر تركيا.

وفي 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية بأوكرانيا وتشترط لإنهائها “تخلي” كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.