جريدة

بوريطة يترأس جلسة لرسم مستقبل العلاقات الأورومتوسطية

ميديا أونكيت 24

ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الخميس 11 شتنبر 2025، بالعاصمة الرباط، جلسة رفيعة المستوى حول مستقبل العلاقات الأورومتوسطية، بمشاركة شخصيات بارزة من ضفتي المتوسط، إلى جانب خبراء وباحثين ومراكز تفكير من الاتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط.

ويأتي هذا اللقاء الاستراتيجي في سياق الإعداد للذكرى الثلاثين لإعلان برشلونة، المرتقبة في 29 نونبر المقبل، والذي يُعد مرجعًا للتعاون الأورومتوسطي، حيث أكد المغرب، من خلال هذه الجلسة، حرصه على الاضطلاع بدور محوري في تعزيز التعاون الإقليمي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.

في كلمته الافتتاحية، شدّد الوزير بوريطة على أن منطقة المتوسط تواجه تحديات وجودية تتطلب معالجة جماعية ورؤية استراتيجية متجددة. وأبرز أن المغرب، انطلاقاً من موقعه الجغرافي واستثماراته في مجالات الطاقة، وشراكته الوثيقة مع الاتحاد الأوروبي، يظل فاعلاً أساسياً في بلورة مستقبل متوازن لهذا الفضاء المشترك.

وأضاف أن السياسة الخارجية للمملكة، كما حدد ملامحها الملك محمد السادس، تقوم على قيمتي الوضوح والاحترام، مشيرًا إلى أن التجربة الأورومتوسطية، رغم بعض النجاحات، ما تزال دون مستوى التطلعات المشتركة لشعوب الضفتين.
واستعرض بوريطة خلال الخلوة، ثلاثة سيناريوهات مطروحة لمستقبل هذا الفضاء: مقاربة تكنوقراطية محدودة الأثر، وخيار تحويلي قائم على بناء هوية مجتمعية ومأسسة حوار مستدام بين أوروبا والمتوسط وإفريقيا، ثم نهج براغماتي واقعي يركز على التقدم الملموس. وأكد أن المغرب يميل إلى المقاربة التحويلية باعتبارها السبيل الأنجع لتشييد فضاء متوسطي متكامل وآمن.

وفي هذا السياق، طرح الوزير أربعة محاور عمل كبرى؛ أولها تأمين الموارد الاستراتيجية من طاقة وأمن غذائي ومشاريع ربط مثل أنبوب الغاز، وثانيها ربط إفريقيا بالفضاء الأورومتوسطي، وثالثها جعل تنقل الشباب والكفاءات فرصة للتنمية المشتركة لا تهديداً، ورابعها ترسيخ حوار سياسي قائم على الثقة والشفافية. وفي الأخير دعا إلى إنشاء صندوق أورومتوسطي يهدف إلى دعم الدول التي تواجه أزمات كبرى بشكل طارئ، وذلك عبر تعبئة موارد تمويلية من مصادر استثمارية متعددة.

وختم بوريطة مداخلته بالتأكيد على أن مستقبل المتوسط ليس قدراً مفروضاً، بل خيار جماعي يجب اتخاذه الآن، مضيفاً أن المغرب، من موقعه الجيوسياسي ومن منطلق التزامه بالشراكة العادلة، مستعد للعب دور ريادي في بناء فضاء أورومتوسطي آمن، متكامل، ومزدهر يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز الاستقرار الإقليمي.