جريدة

تازة..الجامعة الوطنية للصحة تشخص واقع قطاع الصحة في اجتماعها الثاني

ميديا أونكيت 24

رشيد نفتاح
في إطار مواصلة جهود الجامعة الوطنية للصحة لتشخيص واقع القطاع الصحي بإقليم تازة وصياغة ملف مطلبي يستجيب لتطلعات الشغيلة الصحية والمواطنين، وفي سياق تصاعد الاختلالات التي تعصف بالقطاع الصحي بالإقليم ، والتي أضحت تهدد بشكل خطير حقوق المواطنين في الولوج إلى خدمات صحية عادلة وذات جودة انعقد اجتماع هام بمقر حزب الاستقلال بتازة العليا ، بحضور أعضاء المكتب النقابي للجامعة .
حيث خصص الاجتماع لمناقشة وتشخيص العمق الحقيقي للأزمة الصحية بالإقليم، حيث استعرض الحاضرون مظاهر التدهور الناتج عن سنوات من التسيب والتدبير العشوائي، والتي تفاقمت بشكل غير مسبوق. وتم التأكيد على أن الصمت عن هذه الأوضاع لم يعد مقبولاً، خاصة في ظل الخصاص المهول في الموارد البشرية، وغياب الكفاءات في مناصب المسؤولية، والعجز الكبير في تدبير الأقطاب الاستشفائية الحيوية


كما تناول الاجتماع التأخير الكارثي في المواعيد الطبية، التي وصل حتى مطلع 2026، وهي أرقام تعكس واقعًا مأساويًا لا يمكن السكوت عنه. بالإضافة إلى ذلك، طُرحت قضايا تتعلق بالملفات الطبية والرخص المرضية المثيرة للجدل، تساءل المجتمعون عن مدى مصداقيتها وقانونيتها ومدى احترامها لمنشور وزير الصحة رقم 16-20-وص بتاريخ 29 يناير 2020 مشددين على ضرورة فتح تحقيقات عاجلة لكشف كل مظاهر الفساد في هذا الباب والتي تراكمت لعقود وأثرت بشكل مباشر على حقوق المرضى وتضرب في عمق الحكامة الادارية، كما اجمع الحاضرون على إن الوضع الكارثي الذي تعاني منه مصلحة المختبر بمستشفى بن باجة باتت تشكل فضيحة حقيقية تنم عن استهتار صارخ بحياة المرضى.


كما أن النقص الفادح في التجهيزات وغياب التحاليل الضرورية، خصوصًا المستعجلة منها، يمثل جريمة في حق المواطنين الذين تُترك حياتهم معلقة بسبب سوء التدبير. مما يطرح أكثر من علامة استفهام من وراء هذا التسيب الممنهج،
هذا وقد أكد أعضاء المكتب النقابي خلال الاجتماع أن الجامعة الوطنية للصحة لن تدخر جهدًا في الوقوف بقوة وحزم ضد كل أشكال الفساد وسوء التدبير، وأن المرحلة الحالية تقتضي التصعيد الجاد والمنظم لمواجهة هذه الأوضاع التي ألحقت الضرر بالمواطنين والشغيلة الصحية على حد سواء، حيث تم التأكيد على أن إصلاح القطاع لن يتحقق إلا من خلال إرادة حقيقية لتغيير واقع المرفق الصحي، ووضع حد للممارسات التي كرست العشوائية وأفقدت المواطنين الثقة في المنظومة الصحية.
وفي ختام هذا الاجتماع، الذي امتد حتى الساعة الثامنة مساءً، ثم التأكيد على ضرورة التحرك العاجل لعقد لقاء مع مدبري القطاع الصحي بالإقليم، وذلك لممارسة أقصى الضغوط اللازمة لفرض إصلاحات جذرية وشاملة تُعيد الاعتبار للخدمات الصحية، وتحفظ كرامة الشغيلة والمواطنين.
هذا الاجتماع يؤكد أن الجامعة الوطنية للصحة عازمة على التصدي لكل الممارسات المشبوهة، وعلى فتح صفحة جديدة قائمة على الشفافية والعدالة في تدبير الشأن الصحي، مهما كلف الأمر من تضحيات.
إن المكتب النقابي للجامعة الوطنية للصحة يؤكد التزامه التام بإطلاع الرأي العام والشغيلة الصحية على كافة المستجدات حول جميع النقاط المطلبية العادلة، كما سيعمل على ضمان الشفافية التامة في نقل تطورات الملف المطلبي، مع تكثيف الجهود للتصدي لكل الاختلالات التي تعيق النهوض بالقطاع الصحي، ويؤكد أن المعركة النقابية ستظل مستمرة حتى تحقيق كافة المطالب المشروعة، بما يخدم كرامة الشغيلة الصحية وحق المواطنين في خدمات صحية تليق بتضحياتهم وتعكس صورة الإقليم العريقة….