ويتجسد اهتمام المبادرة بهذا النموذج من المقاولات بالمغرب من خلال منحها دعما ومواكبة مهمة ساهما في الرفع من عددها وارتفاع وتيرة أدائها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق، تحرص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم على دعم بنيات الفاعلين في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتعزيز أنشطتهم وتطويرها، لاسيما من خلال المواكبة المالية والتقنية، لمساعدتها على تسويق منتجات وتطوير أدائها.
ويشكل تخليد اليوم العالمي للتعاونيات، الذي يحتفي به العالم هذه السنة تحت شعار “التعاونيات تبني مستقبلا أفضلا للجميع”، مناسبة لإبراز الدور الحاسم للتعاونيات في بناء مستقبل مستدام يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030.
كما يُعد مناسبة لتسليط الضوء على المجهودات المبذولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم التعاونيات وتعزيز القيم والمبادئ التعاونية وكذا إنعاش الفكر المقاولاتي التعاوني.
وأوضح رئيس مصلحة البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم تازة، حسن الكرواني، أن الاحتفال بهذه المناسبة يعد مناسبة لإبراز الدور الهام الذي تضطلع به التعاونيات في الإدماج السوسيو -اقتصادي للشباب، من خلال خلق فرص الشغل والمساهمة في التنمية المحلية.
وأضاف الكرواني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تازة ساهمت بين سنتي 2019 و2023 في دعم وتمويل حوالي 30 تعاونية في إطار البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، بكلفة إجمالية فاقت 6 ملايين و800 ألف درهم، وقدرت مساهمة المبادرة بنحو 4 ملايين و500 ألف درهم.
وأكد عزم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مستقبلا على مضاعفة الجهود من اجل الرفع من عدد التعاونيات، وخلق مزيد من فرص الشغل للشباب، بما يساهم في النهوض بالاقتصاد المحلي.
نموذج ساطع لنجاح عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني على مستوى إقليم تازة هو تعاونية “كوسة” المتخصصة في تربية النحل وإنتاج وتثمين العسل، الواقعة بدوار دار لعراس بجماعة غياثة الغربية –دائرة وادي امليل، والتي تأسست سنة 2019 واستفادت سنة 2021 من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأفاد رئيس التعاونية أحمد لطرش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه “بفضل دعم ومواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تمكنا هذه السنة من الحصول على شهادة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وهو ما سيتيح لنا ولوج الأسواق عبر المعارض الجهوية والوطنية والدولية، وتسهيل تسويق منتجاتنا”.
كما تبرز في هذا السياق تعاونية “الجنانات وود للديكور وصناعة المنتجات الخشبية” بجماعة بوشفاعة بإقليم تازة، التي تأسست سنة 2019، واستفادت من الدعم المالي والتقني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتتخصص هذه التعاونية في مجال تصنيع وبيع منتوجات خشب الزيتون المغربي ذات الجودة العالية، وإنتاج أنواع مختلفة من المنتوجات: حلي، ادوات المطبخ، ديكورات، وأدوات احترافية للمطاعم، وعدة منتوجات أخرى.
وتهدف التعاونية التي استفادة من دعم المبادرة الوطنية للتنمية لسنة 2023، إلى تحسين دخل المتعاونات وإدماجهن في سوق الشغل وتحسين ظروف عملهن كمنخرطات، وتثمين منتوجات الصناعة التقليدية، فضلا عن الإسهام في تعزيز جهود تشغيل اليد العاملة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفادت رئيسة التعاونية سميرة مرزوك بأنها استطاعت بفضل الدعم المالي المقدم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اقتناء آلات جديدة لصنع المنتجات الخشبية، مشيرة إلى أن تدخل المبادرة الوطنية كان له وقع هام على عمل التعاونية وعلى العديد من المنخرطات بها.
وأشارت السيدة مرزوك إلى أنه بفضل مواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ستعمل التعاونية على الانفتاح على أسواق للتعريف وتسويق المنتجات.
ومن ضمن التعاونيات الرائدة بإقليم تازة، أيضا، تعاونية “روند كوب للسياحة والرياضة الجبلية” التي استفادت منذ سنة 2023 من مواكبة المبادرة ودعمها التقني.
وتضطلع هذه التعاونية بدور هام في التعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية للإقليم وموروثه الثقافي من خلال اقتراح مجموعة من الخدمات التي تهم السياحة الجبلية والبيئية.
وأوضحت رئيسة التعاونية فاطمة الزهراء لزرق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اليوم العالمي للتعاونيات يشكل فرصة لإبراز دورها الإيجابي على المستوى المحلي، مضيفة أن التعاونية تمكنت بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي كان عبارة عن تجهيزات مرتبطة بالمجال السياحي، المساهمة في تنشيط السياحة البيئية والنهوض بالثقافة المحلية.
وأضافت أن التعاونيات تسعى من خلال يومها العالمي إلى إبراز المجهودات التي تقوم بها خدمة للتنمية السوسيو – اقتصادية للبلاد.