حذّرت دراسة جديدة من تسارع انتشار فيروس إمبوكس، المعروف سابقًا بجدري القرود، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد رصد متحوّر جديد يُعرف باسم “كلايد 1 بي” الذي يمتاز بقدرته المتزايدة على الانتقال بين البشر، مما يثير مخاوف من تفشٍ أوسع.
جاءت هذه النتائج من بحث أجرته مجموعة من الباحثين من جامعة التقنية في الدنمارك ومعاهد بحثية من ست دول: الكونغو الديمقراطية ورواندا والدنمارك والمملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا، حيث تم نشره في مجلة نيتشر ميدسن Nature Medicine في فبراير الجاري.
ما هو فيروس إمبوكس؟ تعرف منظمة الصحة العالمية جدري القرود بأنه مرض يسببه فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية (Poxviridae). يتميز بظهور طفح جلدي وأعراض أخرى مثل الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية. تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1958، وسجلت أول إصابة بشرية به في عام 1970.
تفشي المتحور “كلايد 1 بي” تم رصد المتحور “كلايد 1 بي” لأول مرة في سبتمبر 2023 في مدينة كاميتيغا بجنوب كيفو، حيث تم الكشف عن تطوره إلى ثلاثة أنواع فرعية. وقد أدى هذا المتحول إلى زيادة ملحوظة في الإصابات، خاصة بين الأطفال والعاملين الصحيين، مما يجعل هذه الظاهرة غير مسبوقة.
حتى 5 يناير الماضي، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالمتحور “كلايد 1 بي” أكثر من 9500 حالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع نسبة وفيات تقدر بـ3.4%، ما يعادل نحو 323 حالة وفاة. أظهرت الأبحاث أن معظم الإصابات تم نقلها عبر الاتصال الجنسي، وتم تسجيل حالات إجهاض بين النساء الحوامل المصابات، مما يعكس مخاطر صحية جديدة.
دعوات لتدخل عاجل يدعو الباحثون إلى استجابة سريعة ومحلية ودولية لمواجهة هذا التهديد. تشمل التوصيات تعزيز المراقبة الصحية والرصد السريع للحالات الجديدة، وتكثيف حملات التوعية الصحية حول طرق انتقال الفيروس، بالإضافة إلى توسيع نطاق حملات التطعيم في المناطق الأكثر تضررًا.
يتفق الخبراء على أن أي تأخير في اتخاذ التدابير الوقائية قد يمنح الفيروس فرصة للتحور بشكل أكبر، مما يجعل احتواءه أكثر صعوبة في المستقبل.