جريدة

توتر في علاقات الجزائر واسبانيا تؤدي الى تاجيبل زيارة ألباريس .

 

بشكل مفاجئ تم تاجيل زيارة كان من المرتقب   أن تحمِل وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الإثنين 12 فبراير الجاري، إلى العاصمة الجزائر، “قبل 12 ساعة، فقط، من موعد بدايتها”، وفق ما أورته صحيفة “إلموندو EL MUNDO” الإسبانية.

 

 

 

 

وكانت صحيفة “إلباييس” أن “التأجيل الذي طال زيارة ألباريس في اللحظة الأخيرة تم بقرار بين إسبانيا والجزائر”، مسجلة أنها “زيارة كان من المقرر أن تتم فيها المصالحة بين البلدين بعد ما يقرب من عامين من الأزمة”.

 

 

 

 

وحسب اليومية الإسبانية في الدولة الإيبيرية فإن سبب التأجيل وحيثياته لم يُكشف عنها سوى عبر “رسالة بَعثت بها مصادر دبلوماسية في الساعة الثامنة من صباح يوم أمس الأحد، أكدت تعليق زيارة ألباريس للجزائر العاصمة «بسبب مشاكل في جدول أعمال» الدولة المضيفة”، وفق تعبيرها.

 

 

 

وتابعت الصحيفة ضمن مقال لها حول الموضوع، نسبة إلى مصادرها الدبلوماسية، بأن الأخيرة “كانت ترى في هذه الزيارة نجاحاً للدبلوماسية الإسبانية”، مراهنةً عليها من أجل إنهاء سلسلة أزمات في علاقاتها الخارجية مع دول شمال إفريقيا.

 

 

 

“رغم أن إمدادات الغاز الجزائري تجاه الإسبانيين لم تكن أبداً في خطر إلا أنها عَقّدت الوضع كثيرا بالنسبة لشركات التصدير الإسبانية التي تتوفر على مصالح في الجزائر. وضع مُعقَّد استفادت منه إيطاليا وفرنسا لتعزيز علاقاتهما مع الجارة الشرقية للمغرب”، تسجل “إلموندو”، التي قالت إنه بالموازاة مع ازدهار العلاقات مع المغرب “كان هناك عمل متحفظ في الجزائر، محققاً خطوة أولى نحو تطبيع العلاقات في نهاية العام الماضي، عندما أرسلت الجزائر عبد الفتاح دغمون سفيرا جديدا بعد 19 شهراً من الفراغ الدبلوماسي”.

 

 

 

وحسب الصحف الإسبانية فإن “الزيارة خطوة ضمن مساعي ألباريس لتنفيذ محاولة استعادة العلاقات التجارية بين مدريد والجزائر، التي تضررت بشدة”، منذ تغيّر الموقف الإسباني في قضية الصحراء المغربية وما تبِعَها من تقارب واضح مع الرباط.

 

 

 

 

تعليقاً على هذه التطورات اعتبر عبد الحميد البجوقي، كاتب ومحلل سياسي مختص في الشأن الإسباني، إن “هذا التأجيل أو تعليق إجراء الزيارة يبدو من وجهة نظر الأعراف الدبلوماسية الدولية بمثابة قرار مفاجئ بتحركات غير لائقة؛ فنادرا ما يحدث أن تلغى زيارة أو تؤجل قبل 12 ساعة فقط من حدوثها، ورغم الحديث عن ترتيب الأجندة إلا أن التفسيرات مازالت غير واضحة”.

 

 

 

وتابع البجوقي متحدثا لجريدة هسبريس ضمن تصريح في الموضوع: “هذا القرار يندرج في إطار السياسة التقليدية للجزائر التي تذهب دائما نحو المناوشة ومحاولة الضغط على الحكومة الإسبانية”، خصا بالذكر “اقتراب محطتين انتخابيتين حاسمتين؛ أبرزهما في 18 فبراير بجهة غاليسيا التي تعد إحدى الجهات الأربع، وكان يترأسها زعيم الحزب الشعبي الإسباني فييخو لمدة فاقت 20 عاماً”.

 

 

 

 

أما المعطى الثاني، حسب المتحدث ذاته، فيخص “اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي وحساباتها التي أفرزت الصراع حامي الوطيس بين مكونات الائتلاف الحاكم في التشكيلة الحكومية الحالية لحكومة بيدرو سانشيز”.

 

 

 

وأضاف المحلل المغربي في الشؤون الإسبانية “عنصرا مفسرا آخر”، يتمثل في “ضرورة قراءة هذا التأجيل في نهاية أسبوع شهد حدث تقديم أوراق اعتماد السفير الإسباني الجديد بالمغرب، إنريكي أوخيدا”، قبل أن يختم بأن “الجزائر تواصل السعي نحو تحقيق همِّها الدائم المتجسد فعليا في عدم تفويت أي مناسبة من أجل هدم وتفخيخ العلاقات الإسبانية المغربية”.

 

 

وليد كبير، الناشط الجزائري المعارض المقيم بالمغرب، قال إن “تأجيل الزيارة يؤكد أن الموقف الإسباني من ملف الصحراء المغربية لم يتغيّر مثلما حاول وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف التسويق له”.

 

 

 

وأضاف كبير، مُعلقا ضمن “تغريدة” في حسابه على موقع “إكس” (تويتر سابقا): “لأن هذا التأجيل مرتبط أساساً بما كان سيُصرّح به وزير الخارجية الإسباني بخصوص القضية، الذي يبدو أن عصابة العسكر (النظام الجزائري) لم يُعجبها ذلك”.