بقلم الأستاذ محمد عيدني
تعتبر الطريق الرئيسية التي تربط بين مدينة فاس ومطار سايس، مرورًا بأولاد الطيب، شريانًا حيويًا يختصر المسافات ويعكس جمال حضارة المنطقة.
إلا أن هذه الواجهة الحضارية للمدينة تعرضت لتدهور بيئي كبير نتيجة تراكم كميات مهولة من الأزبال والمخلفات على جنبات هذه الطريق المحورية.
مشهد أصاب الكثيرين بالذهول وفتح باب الغضب والاستياء لدى الساكنة والزوار على حد سواء.
فقد أصبح تراكم النفايات على جوانب الطريق ظاهرة مألوفة، تعكس إهمالًا كبيرًا من الجهات المسؤولة عن صيانة البيئة.
ولم يعد الأمر مجرد مشكلة تتعلق بمجموعة من الأفراد، بل أضحى قضية تمس الصورة العامة للمدينة العريقة التي تشتهر بتاريخها وحضارتها.
فهذه الطريق ليست مجرد مسار لنقل الأشخاص أو البضائع، بل هي بوابة للزوار والسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، لتشكيل انطباع أولي عن فاس.
ومع تراكم الأزبال، يتجلى هذا الانطباع كسلبي، مما يؤثر بشكل مباشر على تجربة الزائر وسياحه.
وفي ظل غياب التدخلات الفعالة لمعالجة هذه الأزمة، تتعالى أصوات الساكنة المحلية التي عبرت عن استيائها من الوضع الراهن، حيث اعتبرت أن الإهمال لا يقتصر فقط على الجانب البصري، بل يمتد ليشمل تداعيات صحية خطيرة.
ففضلاً عن الروائح الكريهة التي تعكر صفو البيئة، يمكن أن تسهم هذه المخلفات في تفشي الأمراض وتدهور الوضع الصحي للساكنة.
إن التراكم المستمر للنفايات يضعف من قدرة المدينة على مواكبة التحديات البيئية المعاصرة، مما يتطلب من الجهات المسؤولة التحرك بشكل عاجل وجاد لحل هذه المشكلة المتفاقمة.
فالاستجابة الفعالة لتوجيهات الساكنة واحتياجاتهم أمر لا بد منه للحفاظ على البيئة ونظافة المنطقة.
من المهم أن نتذكر أن النظافة ليست مسؤولية فردية، بل هي واجب جماعي يتطلب منا جميعًا الوعي والمشاركة.
لكن يجب أن تكون هناك إرادة سياسية واضحة من أجل تنفيذ برامج فعالة لجمع النفايات وإعادة تدويرها، بالإضافة إلى توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة.
في النهاية، إن استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد ليس فقط صحة وراحة السكان، بل أيضًا السمعة الحضارية لمدينة فاس، التي ينبغي أن تبقى فخورة بإرثها الثقافي وتاريخها المجيد.
لذا، فإن الوقت قد حان للتحرك قبل أن يتحول هذا الوضع إلى أزمة حقيقية تستدعي تدخلاً أكثر شمولاً وفاعلية.