جريدة

 ترامب يتخلى عن التفاؤل ويوجه إسرائيل نحو التصعيد العسكري

جريدة أصوات

 

 

 

تبدد تفاؤل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، حيث أعلن سحب مفاوضيه من المحادثات هذا الأسبوع، متهمًا حركة حماس بعدم التصرف “بحسن نية”. جاء هذا التطور بعد أسابيع من التوقعات الإيجابية التي أبداها ترامب، والذي كان يعتقد أن الاتفاق على وشك الانجاز.

 

أعلن ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، أن الإدارة تبحث عن “خيارات بديلة” لضمان إطلاق سراح الرهائن، في إشارة إلى تعثر المسار الدبلوماسي. من جانبه، ألقى ترامب باللوم كاملًا على حماس، قائلًا: “أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمرٌ سيءٌ للغاية”، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لإسرائيل لـ”إنهاء المهمة” عسكريًا.

لكن بعض المسؤولين الغربيين يشككون في أن يكون هذا الموقف الأمريكي الجديد انعكاسًا حقيقيًا لانهيار المفاوضات، بل يرونه محاولةً للضغط على حماس لكسر الجمود. وفي المقابل، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع لـCNN أن المفاوضات “لم تنهار إطلاقًا”، بينما وصفت مصر وقطر، الوسيطتان الرئيسيتان، التوقف الحالي بأنه “أمر طبيعي” في مفاوضات معقدة.

 

تصريحات ترامب جاءت في وقتٍ تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية في غزة، حيث حذر مسؤولون أمميون من أن السكان تحولوا إلى “جثث متحركة” بسبب المجاعة. وتصاعدت الضغوط الدولية بعد أن نشر الرئيس التونسي قيس سعيد صورًا لأطفال غزة يعانون من سوء التغذية، واصفًا الوضع بـ”جريمة ضد الإنسانية”.

رغم ذلك، اتهم ترامب حماس بمنع وصول المساعدات، قائلًا إن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار كمساعدات دون “تلقّي أي تقدير”. إلا أن تقارير حكومية أمريكية لم تجد أدلة على سرقة المساعدات على النطاق الذي تتهمه واشنطن.

 

فيما يدفع ترامب نحو التصعيد العسكري، اتخذ حلفاء الولايات المتحدة مواقف أكثر تشددًا ضد إسرائيل. فقد وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارmer العمليات الإسرائيلية بأنها “غير متناسبة”، بينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة سبتمبر المقبل، وهو قرار وصفه ترامب بأنه “لا طائل منه”.

 

مع استمرار الجمود، يبقى مصير غزة معلقًا بين خيارين: إما عودة المفاوضات تحت ضغط دولي متزايد، أو تصعيد عسكري قد يفاقم الكارثة الإنسانية. بينما يبدو ترامب مصممًا على اتباع نهج القوة، فإن العالم يشهد واحدة من أكثر الأزمات إثارة للانقسام في التاريخ الحديث.

ختامًا، بينما تتراجع الآمال في حل سلمي، تبرز تساؤلات حول الدور الأمريكي في إطالة أمد الصراع، وما إذا كانت الضغوط الدولية ستجبر الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان.