أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، يوم الجمعة 28 نوفمبر 2025، أن دول “العالم الثالث” التي قصدها الرئيس دونالد ترامب في قراره الأخير بحظر استقبال المهاجرين منها، تشمل 19 دولة مدرجة في قائمة لحظر السفر، وذلك في إجراء موسع يأتي بعد ساعات من حادث إطلاق نار استهدف عنصرين من الحرس الوطني بالقرب من البيت الأبيض على يد مواطن أفغاني.
كشفت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن قائمة دول العالم الثالث التي حظرت الإدارة الأمريكية استقبال مهاجريها تضم تسع عشرة دولة :
الشرق الأوسط وآسيا: إيران، أفغانستان، بورما (ميانمار)، تركمانستان، اليمن.
إفريقيا: ليبيا، السودان، الصومال، بوروندي، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، سيراليون، توغو.
أمريكا اللاتينية: كوبا، هايتي، فنزويلا.
آسيا: لاوس.
جاء قرار ترامب بعد حادث إطلاق النار الذي وقع يوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025، حيث استهدف رجل أفغاني عنصرين من الحرس الوطني بالقرب من محطة مترو “فاراغوت ويست” على بعد بضعة مباني من البيت الأبيض . وأصيب العنصران بجروح بالغة تم نقلهما على إثرها إلى المستشفى، فيما ألقي القبض على المشتبه به بعد إصابته في تبادل لإطلاق النار .
كشفت التحقيقات أن المشتبه به هو رحمن الله لاكانوال (29 عاماً)، وهو مواطن أفغاني دخل الولايات المتحدة في سبتمبر 2021 ضمن برنامج “عملية ترحيب الحلفاء” الذي أنشأته إدارة الرئيس السابق جو بايدن لإعادة توطين الأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية بعد الانسحاب من أفغانستان .
وبحسب المعلومات التي كشفتها وسائل الإعلام الأمريكية، فإن لاكانوال خدم في الجيش الأفغاني لمدة عشر سنوات إلى جانب القوات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في قاعدة قندهار بأفغانستان . وبعد وصوله إلى الولايات المتحدة، استقر في ولاية واشنطن مع زوجته وأطفاله الخمسة، وعمل لفترة في شركة “أمازون” .
وصف الرئيس ترامب الحادث بأنه “عمل إرهابي” و”اعتداء شنيع”، مؤكداً أن ما حدث يثبت أن “سياسات الهجرة المتساهلة تشكل أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي” . وتعهد ترامب بأن “الحيوان الذي ارتكب هذا سيدفع ثمناً باهظاً” .
اتخذت الإدارة الأمريكية سلسلة من الإجراءات الفورية رداً على الحادث تعليق طلبات الهجرة للأفغان: أعلنت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية تعليق معالجة جميع طلبات الهجرة للمواطنين الأفغان “بأثر فوري وإلى أجل غير مسمى مراجعة شاملة لبروتوكولات الأمن والتدقيق .
مراجعة شاملة: دعا ترامب إلى “إعادة النظر في وضع كل أجنبي دخل بلادنا من أفغانستان في عهد بايدن”، مشيراً إلى ضرورة مراجعة ملفات جميع الأفغان الذين دخلوا الولايات المتحدة خلال إدارة بايدن .
تعزيز الأمن: أعلن ترامب عن إرسال 500 جندي إضافي من الحرس الوطني إلى واشنطن العاصمة لتعزيز الأمن .
وجه ترامب انتقادات حادة لسياسات الهجرة في عهد سلفه جو بايدن، معتبراً أن الهجوم هو “نتيجة مباشرة لضعف إجراءات التدقيق في خلفيات القادمين من أفغانستان” . وأكد مسؤولون في الإدارة أن لاكانوال كان كثيرين “لم يخضعوا للتدقيق الأمني الكافي وحصلوا على تصريحات دخول جماعية إلى الولايات المتحدة” .
كشف هذا الحادث والتدابير التي أعقبته عن توجه الإدارة الأمريكية نحو تشديد سياسات الهجرة بشكل غير مسبوق، حيث أعلن ترامب عزمه “تعليق الهجرة من جميع دول العالم الثالث بصفة دائمة” ، كما تعهد بـ”إنهاء جميع موافقات الدخول غير الشرعية التي تمت في عهد الرئيس السابق جو بايدن” .
ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن الدوافع الكاملة وراء هجوم واشنطن، بينما تستمر الإدارة الأمريكية في تنفيذ سلسلة الإجراءات التي أعلنت عنها، والتي من المتوقع أن تثير جدلاً واسعاً حول سياسات الهجرة الأمريكية والأمن القومي.