رحب مجلس التعاون الخليجي والسعودية ومصر وقطر والأردن، الأربعاء، بقرار النرويج وإسبانيا وأيرلندا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وبدء سريان القرار اعتبارا من 28 مايو/ أيار الجاري.
جاء ذلك في بيانات منفصلة متلاحقة صدرت عن المجلس ووزارت الخارجية في مصر والسعودية وقطر، ومؤتمر صحفي لوزير خارجية الأردن، .
ونقل بيان “التعاون الخليجي” عن أمينه العام جاسم محمد البديوي قوله إن قرار الدول الثلاث بشأن الاعتراف بدولة فلسطين بمثابة “خطوة محورية واستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين”.
وأضاف أن القرار يعد أيضا “دافعا قويا لكافة الدول للقيام بخطوات مماثلة للاعتراف بدولة فلسطين، ما سيساهم في حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه والعيش بسلام وعدالة واستقلال، بعد سنوات عديدة من الظلم والبطش والانتهاكات الخطيرة والعيش تحت وطأة قوات الاحتلال الإسرائيلية”.
ودعا البيان المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ومنظماته للقيام بدورهم في “دعم الشعب الفلسطيني للحصول على الحق الكامل في إقامة دولتهم”.
وجدد البديوي تأكيده على “الموقف الثابت والراسخ” للمجلس في دعمه للقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
قرار إيجابي
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية السعودية في بيان قرار الدول الأوروبية الثلاث بأنه “إيجابي تجاه دولة فلسطين الشقيقة”.
وقالت: “تثمن المملكة هذا القرار الصادر عن الدول الصديقة، والذي يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير”.
ودعت الرياض بقية الدول لاسيما الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن إلى “المسارعة” في اتخاذ القرار ذاته، للمساهمة في إيجاد “مسار موثوق به ولا رجعة فيه يحقق سلاما عادلا ودائما يلبي حقوق الشعب الفلسطيني”، وفق البيان.
خطوة مقدرة
من جهتها، رحبت مصر في بيان لوزارة خارجيتها بقرار النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين.
وقالت إن القرار “خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وفي السياق، دعت القاهرة الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة بعد إلى “المضي قدما نحو الاعتراف بدولة فلسطين، إعلاء لقيم العدل والإنصاف، ودعما لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة الذي عاني من الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 7 عقود”.
وجددت مصر مطالبتها مجلس الأمن الدولي والأطراف الدولية المؤثرة، بـ”ضرورة التدخل الفوري” للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية، والتعامل بالمسؤولية المطلوبة مع الأوضاع الإنسانية الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
وعلى هذا النحو، اعتبرت الخارجية القطرية في بيان أن الاعتراف بدولة فلسطين بمثابة “خطوه مهمة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
وقالت إن تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة “رهين” بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
وشددت الوزارة في بيانها على “ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة فورا، والعودة إلى المسار السياسي باعتباره الضامن الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
ونقل البيان أمل قطر في اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين، وتعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.
بدوره، رحّب الأردن عبر وزير خارجيته أيمن الصفدي باعتراف كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا بدولة فلسطين.
وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو، بالعاصمة عمان، إن قرار اعتراف هذه الدول بدولة فلسطين “خطوة مهمة أساسية للتأكيد على أن طريق السلام هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة”.
وأشار الصفدي إلى أن دولا أخرى ستنضم لإسبانيا والنرويج وأيرلندا للاعتراف بدولة فلسطين، دون أن يحددها.
وصباح الأربعاء، أعلنت أيرلندا والنرويج وإسبانيا بشكل متزامن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين المستقلة والذي يدخل حيّز التنفيذ في 28 مايو/أيار الجاري.
وبعد إعلان الدول الثلاث، قررت الخارجية الإسرائيلية الأربعاء، استدعاء سفراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا في تل أبيب “للتشاور”.
وقبل هذا التطور، كانت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد.
وفلسطين دولة بصفة مراقب بالأمم المتحدة لكن غير عضو، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
وترفض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة اعتراف دول أخرى منفردةً بالدولة الفلسطينية، وتعارضان مساعي فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، بدلا من وضع “دولة مراقب غير عضو” القائم منذ 2012.
وفي أبريل/ نيسان الماضي استخدمت واشنطن سلطة النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يوصي الأمم المتحدة بقبول عضوية دولة فلسطين.
ويأتي اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا بدولة فلسطين في وقت تشن فيه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء.
وكالات