تسعى الحكومات في مختلف الدول إلى تقديم وعود وتحقيق تطلعات شعوبها عبر شعارات تعكس الأمل في تحسين جودة الحياة. وكان شعار “تستاهل أحسن” الذي رفعه حزب التجمع الوطني للأحرار، تحت رئاسة عزيز أخنوش، من بين تلك الشعارات الطموحة التي تبشر بتغيير إيجابي. ومع ذلك، وبالرغم من النوايا الحسنة، يواجه المواطن المغربي الواقع اليومي الذي يتناقض مع هذه الآمال، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تزايدت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
ارتفاع الأسعار وتأثيره على الحياة اليومية
لقد كان لشهر رمضان وعيد الأضحى دور كبير في تسليط الضوء على الصعوبات المعيشية التي تواجه الأسر المغربية. فخلال شهر رمضان، كان من المتوقع أن تتزامن الروحانيات مع تحسن في المستوى الاقتصادي، إلا أن الواقع كان عكس ذلك تمامًا. فقد ارتفعت أسعار المواد الأساسية بشكل ملحوظ، وأدت هذه الزيادة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وخلق شعور بالإحباط في صفوف المواطنين.
أما عيد الأضحى، الذي يمثل فرصة للاحتفال والفرح، فقد أثار حزن الكثير من الأسر التي لم تستطع تحمل تكاليف الأضحية بسبب غلاء الأسعار. هذا الأمر يعكس التناقض الكبير بين الشعارات السياسية والواقع المعيشي.
السياسات الاقتصادية: الحاجة إلى التغيير
في ظل هذه الوضعية، تبرز الحاجة الملحة لتغيير السياسات الاقتصادية والاجتماعية. من الضروري أن تركز الحكومة على خفض الأسعار وتوفير المواد الأساسية بأسعار مناسبة، خاصة للفئات الأكثر هشاشة. كما يجب البحث عن آليات لتحفيز الاقتصاد الوطني وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين.
الدعوة للتعاون المجتمعي
لضمان تحسين الظروف المعيشية، يتطلب الأمر تكثيف الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. فعلى الحكومة أن تكون أكثر شفافية في تعاملاتها وتقديم المعلومات الضرورية للمواطنين حول الوضع الاقتصادي، بينما يجب على المجتمع المدني أن يلعب دورًا فعالًا في تقديم الدعم والمشورة للناس لتحقيق حقوقهم.
في الوقت الذي يتطلع فيه المغاربة إلى شعار “تستاهل أحسن” أن يصبح واقعًا ملموسًا، يبقى الأمل قائمًا في ضرورة العمل الجماعي والتعاون بين جميع الأطراف المعنية. يجب أن يتحول هذا الشعار إلى خطة عمل فعلية تستجيب لاحتياجات المواطنين وتساعد على تحسين مستوى حياتهم، حتى يشعر الجميع بأنهم يستحقون الأفضل. إن تحقيق التغيير المطلوب يتطلب الجهد والتفاني، وهو ما نتطلع إلى رؤيته في المستقبل القريب.