تنصيب سيدي الصالح داحا عاملا على إقليم الجديدة اليوم الاثنين 10 نونبر 2025، بحضور السيدة وزيرة الاقتصاد والمالية، كان ذلك ضمن الحركة الواسعة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، بتوصية من رئيس الحكومة ووفقا لأحكام الفصل 49 من الدستور، ويعد هذا التعيين خطوة جديدة في مسار الرجل الذي راكم تجربة غنية في مجال الإدارة الترابية والتنمية الإقليمية، ويعكس توجها ملكيا يروم ضخ كفاءات ذات خبرة ميدانية وتكوين أكاديمي رفيع في مواقع القرار المحلي.
سيدي الصالح داحا، من مواليد مدينة العيون سنة 1969، حاصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الاقتصاد الدولي ودبلوم الدراسات العليا المتخصصة في التجارة الدولية من جامعة السوربون بفرنسا، بدأ مساره المهني في القطاع الخاص، حيث شغل منصب مدير إداري بشركة “كرامة للنقل” سنة 1990، ثم مديرا عاما بشركة “SUNEG-RESO” بين 1992 و1998، قبل أن يعمل مستشارا في التجارة الدولية لدى شركة “BH Consulting-Paris” من 2004 إلى 2006.
التحق بالإدارة العمومية، فشغل منصب مدير التعاون الدولي والشؤون الاقتصادية بوكالة التنمية والاستثمار بالأقاليم الجنوبية سنة 2010، ليُعين عاملا على إقليم سيدي إفني سنة 2014، ثم على إقليم تاونات في غشت 2018، إلى أن جاء تعيينه الجديد عاملا على إقليم الجديدة.
تنتظر العامل الجديد مجموعة من التحديات والرهانات، في مقدمتها مواصلة تنزيل التوجيهات الملكية المتعلقة بالتنمية المجالية المتوازنة، وتحسين جودة الخدمات العمومية، وتعزيز التواصل مع المواطنين والفاعلين المحليين. كما يُنتظر أن يستثمر خلفيته الأكاديمية في الاقتصاد والتجارة الدولية لدعم جاذبية الإقليم للاستثمار وتشجيع المبادرات المقاولاتية، لاسيما في قطاعات الصناعة والفلاحة والسياحة الساحلية، ويُرتقب أيضا أن يواصل العمل على تقليص الفوارق المجالية بين الجماعات القروية والحضرية، وتثمين موارد الإقليم البيئية والبحرية في إطار مقاربة تشاركية مستدامة.
تعيين سيدي الصالح داحا عاملا على إقليم الجديدة يعكس ثقة الدولة في كفاءته وقدرته على تفعيل دينامية جديدة بالإقليم، تقوم على القرب من المواطن والحكامة في التدبير، فنجاحه في هذه المهمة سيقاس بقدرته على تحويل البرامج التنموية إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع، واستثمار التجربة التي راكمها في الأقاليم السابقة لتجسيد رؤية تنموية منسجمة مع خصوصيات إقليم الجديدة وآفاقه المستقبلية.