شهدت مدينة شفشاون، مساء الأربعاء، تقديم العرض الأول لفعاليات مهرجان “عاطفة الأمس – نوستالجيا” بموقع ساحة وطاء الحمام وفضاءات القصبة الأثرية، ومسرح الهواء الطلق.
ويندرج العرض، الذي يتطرق إلى محطات مهمة من تاريخ مدينة شفشاون، ضمن برنامج ثقافي يرمي إلى التعريف بالمواقع التاريخية وإبراز قيمتها الحضارية، حيث يحاكي العرض أنماط عيش سكان المدينة وجهود مؤسسها مولاي علي بن راشد لصد التوسع الاستعماري. وتميز حفل افتتاح التظاهرة، التي تستمر إلى غاية 29 يونيو الجاري، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، وعامل إقليم شفشاون محمد علمي ودان، وفعاليات ثقافية وفنية ومسؤولين محليين ومنتخبين. وأكد السيد محمد المهدي بنسعيد، أن للوزارة إرادة إحياء المآثر التاريخية في العديد من المناطق بالمملكة وتعزيز دورها في السياحة الثقافية بطريقة جديدة ومبتكرة ومعاصرة تسلط الضوء على تاريخ وأصالة المغرب. وأضاف الوزير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عرض “نوستالجيا – عاطفة الأمس” جاء إلى شفشاون بقصة جديدة، تهم تاريخ وساكنة هذه المدينة العريقة وتاريخ القصبة الأثرية، مبرزا أن هذا “التحدي يروم الربط بين المآثر التاريخية والعمل المسرحي والفني، وربطه بالنشاط الاقتصادي الذي سيروج للمدينة على المستوى التنموي والفني. من جانبه، أكد مخرج فعاليات “نوستالجيا – عاطفة الأمس”، أمين ناسور، أن العرض الذي قدم بشفشاون يعتبر المحطة الثالثة بعد الرباط ومراكش، والمنظم في إطار مشروع وطني لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وهو يدخل في إطار “مسرح المواقع”، ويروم صون التاريخ المغربي وتقديمه في حلة فنية من أجل حمايته واكتشاف عراقته التاريخية.”
وأبرز ناسور أن الجمهور سيعيش طيلة أيام هذه الفعالية “لحظات ماتعة عبر سفر تاريخي وجمالي، من خلال الفضاءات التاريخية لمدينة شفشاون التي حاولنا أن نقدمها من خلال مجموعة من اللوحات الفنية التي تعكس التاريخ والحضور القوي لمجموعة من الشخصيات مثل مولاي علي بن راشد، ونجله إبراهيم وكريمته السيدة الحرة من خلال مراحل من عمرها وصولا إلى أوج قوتها”. من جانبه، عبر الفنان ياسين أحجام عن سعادته الكبيرة لمشاركته في هذه الملحمة التاريخية التي جسد فيها شخصية مولاي علي بن راشد، مؤسس مدينة شفشاون، مبرزا أن هذه التجربة “كانت فريدة من نوعها على جميع الأصعدة، فهي تحمل خصوصية فنية وتقنية متميزة”.
وأشار أحجام، الذي يقتسم البطولة في هذا العرض إلى جانب الممثلة مريم الزعيمي التي جسدت شخصية السيدة الحرة، إلى أن “الملحمة لم تكن مجرد عمل مسرحي، بل كانت رحلة في الزمن، حيث أعادتنا إلى الجذور والتاريخ العريق لهذه المدينة الجميلة.”
ويعيد هذا العرض الفني اكتشاف تاريخ وجمالية مدينة شفشاون الطبيعية والتراثية من خلال تقاليدها وعاداتها الأندلسية العريقة، وأيضا جهود المدينة ومؤسسها مولاي علي بن راشد لصد التوسع الاستعماري البرتغالي نحو الداخل، وذلك عبر أداء مسرحي وغنائي وكوريغارفي. يذكر أن عرض “نوستالجيا – عاطفة الأمس” بشفشاون، الذي كتب نصه السيناريست محمد المويسي باللهجة المحلية الشفشاونية، ودقق مصادره التاريخية الكاتب والباحث المسرحي أحمد السبياع، يعرف مشاركة أزيد من مائة من الفنانين من مدينتي شفشاون وتطوان وبعض مناطق المملكة.