جريدة

تقرير للخارجية الأمريكية يناقش المعيقات التي تواجهها الأقليات الدينية بالمغرب

سجل تقرير حديث لوزارة الخارجية الأمريكية أنه وبالرغم من أن القانون يسمح بتسجيل الجماعات الدينية كجمعيات، إلا أن بعض الجماعات الدينية والأقلية أفادت بأن السلطات المغربية تأخرت أو رفضت طلبات تسجيلها، إلى جانب استمرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في توجيه ومراقبة محتوى الخطب في المساجد والتعليم الديني الإسلامي ونشر المواد الدينية الإسلامية عبر وسائل الإعلام، معتبرة أن هذه الإجراءات تهدف إلى مكافحة التطرف العنيف.

 

وأشار التقرير السنوي إلى أن السلطات الحكومية قيدت توزيع المواد الدينية غير الإسلامية وكذلك المواد الإسلامية التي تعتبرها غير متوافقة مع المذهب المالكي للإسلام السني. ففي فبراير، سلمت السلطات المغربية حسن الربيع، وهو مسلم شيعي ومواطن سعودي، إلى المملكة العربية السعودية. وهو ما أثار مخاوف 23 منظمة حقوقية، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية.

 

وذكر التقرير أنه وفي غشت الفارط، حكمت محكمة مغربية في مدينة واد زم على المدونة فاطمة كريم بالسجن لمدة سنتين وغرمتها 50,000 درهم (5,000 دولار) بتهمة إهانة الإسلام. وذلك بعد أن قامت الشرطة باعتقالها بعد أن نشرت تعليقات ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بآيات قرآنية.

 

ولفت التقرير إلى أنه وفي 5 أبريل، حكمت محكمة الاستئناف على شخص اعتقل لمحاولته “تحويل عائلته إلى الشيعة” وجرائم أخرى بالسجن لمدة سنتين. كما منعه الحكم من رؤية الأشخاص المحددين كضحايا في الشكوى الجنائية لمدة خمس سنوات. مشيرا إلى أنه تمت محاكمة 84 شخصا بتهمة الإفطار خلال شهر رمضان، منهم 74 تمت إدانتهم، واثنان تم تبرئتهما، وثمانية كانوا لا يزالون قيد المحاكمة حتى نهاية العام.

 

 

وبحسب المصدر نفسه، قال ممثلو الجماعات الدينية الأقلية إنهم يمارسون شعائرهم بشكل سري خوفًا من الإساءة المجتمعية، بما في ذلك الصادرة من أفراد العائلة والسخرية الاجتماعية، والتمييز في العمل، مؤكدا التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز الحقوق الدينية بالمملكة، وذلك من خلال زيارات مسؤولين أمريكيين ودعم جمعيات مغربية تهتم بحقوق الأقليات الدينية.

 

 

وفي 10 ماي، زارت المبعوثة الخاصة للولايات المتحدة لرصد ومكافحة معاداة السامية البلاد وعقدت اجتماعا مع مستشار الملك محمد السادس أندريه أزولاي، والتقت كذلك بقادة حكوميين آخرين وأعضاء من المجتمع اليهودي ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة قضايا التسامح الديني والحوار بين الأديان.

 

كما التقى السفير الأمريكي، والقنصل العام، ومسؤولون آخرون من السفارة والقنصلية العامة بمسؤولين حكوميين، بما في ذلك من وزارة الخارجية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لمناقشة الحرية الدينية والتسامح وحقوق الأقليات.

 

 

وفيما يتعلق بالديموغرافيا الدينية، قدرت الحكومة الأمريكية، إجمالي عدد السكان بـ 37.4 مليون نسمة (منتصف عام 2023)، وأن أكثر من 99 في المائة منهم مسلمون سنيون. وتشكل المجموعات الأخرى مجتمعة أقل من 1 في المائة من السكان، وتشمل المسيحيين، واليهود، والمسلمين الشيعة، وأتباع الديانة البهائية.

 

 

ووفقا لقادة المجتمع اليهودي، هناك ما يقدر بنحو 1500 يهودي في البلاد، على الرغم من أن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد أكبر، حيث يقيم حوالي 1000 منهم في الدار البيضاء. كما يقدر بعض قادة المجتمع المسيحي أن هناك ما بين 1500 و 12000 مواطن مسيحي موزعين في جميع أنحاء البلاد؛ ومع ذلك، تقدر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن هناك 25000 مواطن مسيحي.

 

 

 

 

ووفقًا لبعض وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، يمكن أن يتجاوز عدد المواطنين المسيحيين 30000، ولكن بسبب غياب البيانات الإحصائية من المراكز الرسمية ومراكز الأبحاث وممارسة بعض المسيحيين شعائرهم في الخفاء، “يصعب الوصول إلى تقدير دقيق”.

 

 

ويقدر قادة المسيحيين المقيمين الأجانب أن هناك على الأقل 30000 كاثوليكي روماني وحوالي 10000 بروتستانتي، جلهم من المهاجرين الجدد من أفريقيا جنوب الصحراء أو من المقيمين مدى الحياة الذين أقامت عائلاتهم وعملت في البلاد لأجيال ولكنهم لا يحملون الجنسية المغربية.

 

 

 

وأفاد التقرير المذكور أن هناك مجتمعات صغيرة من الأنغليكان المقيمين الأجانب في الرباط والدار البيضاء وطنجة. ويقدر أن هناك 3000 من المقيمين الأجانب الذين يعتبرون أنفسهم أرثوذكسيين روس ويونانيين، بما في ذلك مجتمع أرثوذكسي روسي صغير في الرباط ومجتمع أرثوذكسي يوناني صغير في الدار البيضاء.

 

ويعيش معظم المسيحيين المقيمين الأجانب في المناطق الحضرية في الدار البيضاء ومراكش وطنجة والرباط، ولكن توجد أعداد صغيرة منهم في جميع أنحاء البلاد.

وبالنسبة للشيعة، يقدر قادة المسلمين الشيعة أن هناك عدة آلاف من المواطنين الشيعة، مع وجود أكبر نسبة منهم في الشمال. بالإضافة إلى ذلك، يقدر أن هناك 1000 إلى 2000 من الشيعة المقيمين الأجانب من العراق ولبنان وسوريا وتونس في البلاد. في حين يقدر قادة مجتمع المسلمين الأحمديين عددهم بـ 750، وقادة مجتمع الديانة البهائية يقدرون عدد أتباعهم ما بين 350 إلى 400 في جميع أنحاء البلاد.