جريدة

تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقًا بهجومها على قطر وغارة الصواريخ بالقرب من السفارة الإيرانية

ميديا أونكيت 24

 كشف مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، في تصريحاتٍ لوسائل إعلامية، أن الحكومة الإسرائيلية قامت بإبلاغ الإدارة الأمريكية قبل تنفيذها ضربة جوية استهدفت العاصمة القطرية، الدوحة، والتي شملت قصفًا بالقرب من مقار السفارة الإيرانية في المنطقة الدبلوماسية.

جاء هذا الإعلان في محاولةٍ لتوضيح الموقف الأمريكي وإظهار وجود تنسيق مسبق بين الحليفين الاستراتيجيين، تزايد التساؤلات الدولية حول طبيعة العملية وتداعياتها الأمنية والسياسية على الاستقرار الإقليمي.

وأفاد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، بأن “إسرائيل أبلغتنا بالهجوم المخطط له على قطر”، مؤكدًا أن واشنطن كانت على علم مسبق بالعملية دون أن توضح ما إذا كانت قد أعطت موافقتها الضمنية أو الصريحة عليها أم لا.

الضربة الجوية، التي نُفذت مساء أمس، استهدفت مواقعَ قال الجيش الإسرائيلي إنها تابعة لـ”عناصر إرهابية” في الدوحة. وقد أسفرت الغارة عن سقوط عدد من الضحايا، وفقًا لتقارير أولية من وسائل إعلام محلية.

أما الجانب الأكثر إثارة للجدل فتمثل في أن أحد الصواريخ سقط في منطقة قريبة من السفارة الإيرانية، مما أثار موجة من الاستنكار والغضب من طهران، التي نددت بالهجوم ووصفته بأنه “انتهاك صارخ للسيادة وتهور يستهدف الأمن الدبلوماسي”. ولم ترد بعدُ أي أنباء عن إصابات داخل مقر السفارة نفسها.

تجنب مفاجأة الحليف الرئيسي والاستراتيجي، الولايات المتحدة، خاصة في عملية عالية المخاطر تستهدف عاصمة دولة خليجية ذات ثقل دبلوماسي واقتصادي.

 محاولة احتواء الغضب الدولي المتوقع والاستعداد للرد على الانتقادات في المحافل الدولية، مع وجود دعم أمريكي واضح أو على الأقل فهم للسياق.

الرسائل المتقاطعة: يُنظر إلى العملية برمتها، والإفصاح عن الإبلاغ المسبق، كرسالة مزدوجة: الأولى لإيران وحلفائها بوجود تنسيق أمني عالٍ المستوى، والثانية لدول المنطقة بأن واشنطن لا تزال تمثل الضامن الأمني الرئيسي وراء مثل هذه العمليات.

من المتوقع أن تثير هذه التصريحات موجةً من الاستفسارات حول المدى الكامل للمعرفة الأمريكية وموقفها الرسمي من العملية. كما من المرجح أن تطلب قطر تفسيرًا من واشنطن حول طبيعة هذا التنسيق مع حليفها الإسرائيلي الذي ينفذ عمليات على أراضيها.

في الختام، بينما يحاول البيت الأبيض تقديم الصورة على أنها شفافية وتنسيق بين الحلفاء، فإن الفصل الأخير من هذه الحكاية سيكتبه مدى قدرة الأطراف المعنية على احتواء التصعيد ومنع تحول المنطقة إلى ساحة مواجهة مفتوحة.