وأبرز المشاركون من خلال التوصيات التي توجت أشغال المنتدى الذي نُظم على مدى ثلاثة أيام، أن هذا المشروع الواعد من شأنه المساهمة في توسيع نطاق المساحات الغابوية المتواجدة حاليا، وخلق ضيعات فلاحية وللرعي تتلاءم مع الظروف المناخية المحلية، بالإضافة إلى تشجيع المهارات في الحرف التقليدية ذات الارتباط بالغابات.
وأوصوا أيضا، خلال هذا المنتدى المنظم بمبادرة من جمعية الأشجار والعلوم والتقاليد، ومؤسسة ابن رشد، وجمعية ابن البيطار، بإحداث مرصد للمناخ ونظام إنذار لتفادي الخسائر المادية والبشرية وتخفيف الأضرار، مؤكدين على ضرورة تعزيز الوعي بالتغيرات المناخية والتكيف معها، وتعزيز التربية على البيئة.
كما تضمنت التوصيات التأكيد على أهمية تطوير الأبحاث في العلوم والهندسة البحرية وعلم المناخ، وعلى ضرورة التحديث المنتظم لنماذج التنبؤ ورسم خرائط لمناطق الخطر مع مراعاة جميع المعايير الجيولوجية والبيئية، فضلا عن تعزيز الإستراتيجية الوطنية للتدبير المندمج للمناطق الساحلية وتنظيم الأنشطة ذات البعد السوسيو-اقتصادي.
وفي هذا الصدد، أبرز مؤسس جمعية الأشجار والعلوم والتقاليد، كلود لوفيبفر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اختيار المغرب لاحتضان هذا المنتدى نابع من عدة أسباب من بينها ما تزخر به المملكة من فرص عديدة في هذا المجال حيث تتوفر على سبع مناطق مناخية مما يجعلها بلدا رائدا في مجال تدبير والتكيف مع المناخ.
وأشار إلى أن مشروع إحداث حزام غابوي على طول الساحل الأطلسي المغربي يروم تثمين مبادرة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني الذي أطلق أول حزام غابوي، لافتا من جهة أخرى، إلى أن هذا المنتدى شكل فرصة مواتية لجمع ثلة من العلماء والباحثين يسعون جميعا إلى ارساء عالم متوازن على المستوى البيئي.
من جهته، أبرز رئيس مؤسسة ابن رشد لتشجيع البحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة بدر الدين قرطاح، في تصريح مماثل، أن منتدى مراكش عرف نجاحا كبيرا، بعد النسختين اللتين نظمتا بكل من فرنسا وسويسرا، مضيفا أن هذا الملتقى شكل مناسبة لمناقشة الجوانب المتعلقة بالماء والغابات ودورهما في التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الخلاصات والتوصيات التي توجت أشغال المنتدى تروم تثمين جهود المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في الحفاظ على البيئة، لافتا إلى أن من شأن إحداث حزام غابوي على الساحل الأطلسي المغربي خلق فرص عمل عديدة، والمساهمة في إيجاد حلول مستدامة للإشكالات المطروحة في هذا المجال.
وتميز هذا الحدث الدولي، المنظم بدعم من جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة القاضي عياض بمراكش، بمشاركة خبراء دوليين، ونشطاء بيئيين، وممثلي المنظمات غير الحكومية، والسلطات المحلية.
ويهدف هذا المنتدى إلى خلق فضاء للحوار والتعاون بين المشاركين وتبادل معارفهم وأفكارهم ومشاريعهم من أجل مستقبل أكثر استدامة. كما شكل فرصة لتقاسم الخبرات والأفكار ومناقشة الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه العالم.
وتمحورت أشغال المنتدى حول عدد من المواضيع ذات الصلة بالدور الأساسي للأشجار في جذب المياه والحفاظ عليها وتنظيمها على نطاق عالمي، والأبعاد المتعددة للعلاقة الحيوية بين الأشجار والغابات والمياه والحياة على الأرض.
وتضمن برنامج هذا الملتقى تنظيم محاضرات، وموائد مستديرة، وعرض أفلام، ومعارض علاوة على تنظيم خرجات وزيارات لمتحف محمد السادس لحضارة الماء وزرع أشجار بمنطقة النخيل من قبل تلاميذ إحدى المؤسسات التعليمية في إطار برنامج المدارس الإيكولوجية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، إلى جانب زيارة مرصد النخيل بمراكش ولبعض الحدائق بالمدينة ونواحيها.