وقدمت خلال هذا الكرنفال الذي حضره، بالخصوص، عامل إقليم طانطان بالنيابة، عمرو حمدة، ورئيس مؤسسة “ألموكار”، محمد فاضل بنيعيش، وعدد من ممثلي “هيئة أبو ظبي للتراث”، لوحات من الفلكلور والتراث الشعبي الغني الذي يجسد تنوع الموروث الثقافي الصحراوي والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة.
كما شكل الكرنفال الاستعراضي، الذي انطلق من فضاء مقر جماعة طانطان مرورا بشارع الحسن الثاني، مناسبة للفرق والمجموعات الغنائية القادمة من مختلف جهات المملكة لاستعراض آخر إبداعاتها وإبراز غنى وتنوع الموروث الثقافي الذي يعكس ثراء وهوية المملكة.
وهكذا، قدمت مختلف الفرق لوحات فنية استعراضية استهلت بموكب للجمال واستعراض للزي التقليدي المحلي وطقوس العرس الصحراوي والحرف التقليدية المحلية والزي التقليدي وطقوس الزواج بمنطقة الصحراء.
كما تضمن الكرنفال، الذي تابعه جمهور غفير من ساكنة وزوار مدينة طانطان، لوحات لسربات الفروسية التقليدية، ومجموعة من الرياضات والألعاب التقليدية الشعبية التي تعد أحد المكونات التي تؤثث الثقافة الحسانية، ورقصات شعبية نالت إعجاب الجماهير الغفيرة التي اكتظت بها جنبات شارع الحسن الثاني بالمدينة.
وبدورها، قدمت مجموعة أبوظبي للرقص التقليدي الأصيل من الإمارات العربية المتحدة لوحة فنية رائعة استعرضت خلالها مقتطفات من الفنون الشعبية والموروث الفني الإماراتي.
وشملت فقرات الكرنفال أيضا استعراضا لعدة قطاعات كالتعليم والتعاون الوطني والشبيبة والرياضة وكذا لوحات تعرف بخدمات الصيد البحري التابعة لمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بجماعة الوطية بطانطان.
وأكدت يسرى بدوي، مكلفة بالإدارة الفنية للكرنفال الاستعراضي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم خلال هذا الكرنفال الاشتغال على لوحات تركز على ثقافة الرحل وحياة البداوة والترحال ومنها العرس والمشغولات اليدوية وكذا تقديم لوحات أخرى احتفالية مع ساكنة المنطقة وذلك بمشاركة العديد من القطاعات كالتعليم والتعاون الوطني والشبيبة والرياضة وذلك من أجل تمكين أكبر عدد من الساكنة من الاحتفال بموسم طانطان.
وكانت فعاليات الدورة ال 17 لموسم طانطان الذي تنظمه مؤسسة “ألموكار” إلى غاية 30 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد انطلقت الأربعاء الماضي، بافتتاح الخيام الموضوعاتية المغربية والإماراتية المقامة بساحة السلام والتسامح، وتقديم عروض في الهجن والفروسية التقليدية “التبوريدة”، واستعراض تقليدي لموكب الجمال يجسد ثقافة الرحل.
ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها عروض تقليدية، وإقامة معارض للحرف اليدوية الأصيلة، وعروض فلكلورية (سباقات الإبل، فن التبوريدة)، إضافة إلى معارض تراثية تبرز التراث الحي الذي تزخر به المنطقة، وكذا مسابقة الألعاب الشعبية التقليدية، فضلا عن جلسات شعرية.
كما سيتم تنظيم ندوة حول فرص الاستثمار في جهة كلميم وادنون والعمق الإفريقي للثقافة الحسانية.
ويعد موسم طانطان الذي تم إدراجه من طرف منظمة (اليونسكو) ضمن التراث الشفهي غير المادي والإنساني عام 2005، والمسجل ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي والإنساني عام 2008 ، نقطة تجمع سنوي لأكثر من ثلاثين قبيلة للرحل يلتقون قصد التبادل فيما بينهم ومن أجل صون تراثهم الثقافي، خصوصا فيما يتعلق بالموسيقى والرقص والحرف اليدوية والعادات التقليدية.