جريدة

توجيهات عاجلة من الجيش الإسرائيلي لإخلاء شمال غزة

ميديا أونكيت 24

دعا الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، سكان مدينة غزة وجنوبها إلى “التوجه جنوباً” على وجه السرعة، في تحذير وصفه مراقبون بأنه تمهيد لعملية عسكرية برية واسعة النطاق.

وجاءت الدعوة عبر منشورات ألقاها الطيران الحربي ورسائل نصية، وحثت السكان على “إخلاء منازلهم فوراً” والتوجه إلى مناطق جنوب وادي غزة، في إشارة إلى المناطق الواقعة بعد مخيم دير البلح ومدينة خان يونس. وذكرت الرسائل أن عملية الإخلاء هذه “لا مفر منها” من أجل “سلامتهم”.

 

يبرر الجيش الإسرائيلي هذه الخطوة بأنها إجراء ضروري لاستهداف ما يسميها “البنية التحتية الإرهابية التابعة لحماس”، التي يقول إنها متخفية داخل المناطق السكنية. الهدف المعلن هو فصل المقاتلين عن المدنيين قبل أي مواجهة محتملة.

غير أن هذه الدعوة تثير ذعراً جماعياً وتضع مئات الآلاف من المدنيين في موقف لا يحسدون عليه. فشمال قطاع غزة، بما فيه المدينة، هو موطن لما يقرب من 1.1 مليون نسمة. يتساءل الكثيرون: إلى أين يذهبون؟ وكيف يمكنهم السفر دون وجود طرق آمنة؟ وما مصير كبار السن والمرضى والمقعدين والأطفال الذين لا يمكنهم مغادرة منازلهم بسهولة؟

 

تواجه هذه الدعوة انتقادات حادة من منظمات حقوقية دولية، التي تحذر من أن الإخلاء القسري الجماعي قد يشكل انتهاكاً للقانون الدولي ويؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. القطاع يعاني بالفعل من حصار خانق، ونقص حاد في الغذاء والماء والوقود والدواء، وتدمير كبير في البنية التحتية.

تشير التقارير إلى أن الطرق المؤدية إلى الجنوب تتعرض لقصف متقطع، مما يجعل عملية النقل محفوفة بالمخاطر. كما أن المناطق الجنوبية، التي يُفترض أن تكون “آمنة”، ليست مجهزة لاستقبال مثل هذا العدد الهائل من النازحين، وهي نفسها لي بمنأى عن القصف.

 

تبقى أسئلة كثيرة معلقة: هل ستمنح إسرائيل مهلة كافية وآمنة للإخلاء؟ ما هي الضمانات المقدمة لسلامة المدنيين الذين يتجهون جنوباً؟ وما هو المصير الذي ينتظر من يتبقى في الشمال؟

هذه التطورات تمثل تصعيداً خطيراً يتجه نحو دخول القطاع في واحدة من أصعب مراحله على الإطلاق، حيث يبدو أن المواجهة البرية الشاملة أصبحت على الأبواب، وثمنها ستدفعه، كما هو الحال دائماً، المدنيون العزل المحاصرون بين المطرقة والسندان.