جريدة

جريمة محلية بقالب هوليوودي سفاح الجيزة..

منذ بدء عرضه على منصة “شاهد”، استطاع مسلسل “سفاح الجيزة” أن يخلق جدلا واسعا بين متابعيه، فنيا واجتماعيا، ولا عجب في ذلك، فهو يعيد إلى الأذهان مسألة لم تغب عنها الأضواء طويلا، إذ لا تزال القضية الحقيقية التي استوحيت منها أحداث المسلسل والتي عُرفت إعلاميا بقضية “سفاح الجيزة” حية في أروقة المحاكم، ولا يزال أهالي الضحايا ينتظرون القصاص فيها من الجاني (قذافي فراج)، الذي حُكم عليه بأربعة أحكام إعدام.

 

من ناحية أخرى، يمثل المسلسل العمل الدرامي الأول لنجمه “أحمد فهمي”، الذي تمكن من تحقيق نجاح كبير على امتداد مسيرته في الأدوار الكوميدية، ما جعل محبيه شغوفين بمتابعة هذه المغامرة التمثيلية له. يعد المسلسل واحدا من الأعمال الدرامية العربية القليلة التي تنتمي لنوع “الجريمة” بعيدا عن السينما وعلى شاشة التلفاز، والتي مالت لسنوات إلى تقديم أعمال مناسبة للمشاهدة العائلية. لكن يبدو أن دخول منصات المشاهدة إلى ساحة اللعب يطرح المزيد من الخيارات ويرفع الأسقف، حيث يتحكم المشاهد فيما يختار أن يشاهده، ما يتيح لصناع الدراما إنتاج أعمال أقل تحفظا.

 

وعلى الرغم من الاختلاف حول مدى نجاح المسلسل على المستوى الفني، لا يمكننا أن ننكر أنه تمكن من طرح الكثير من الأسئلة حول تأثير عرض هذا النوع من الأعمال الدرامية على المشاهدين، وعن أسباب الولع بها، وعن إمكانية تقديم أعمال فنية أكثر اكتمالا ضمن نطاق دراما الجريمة مستقبلا، خاصة مع ندرة هذا النوع من الأعمال عربيا.