جريدة

دفعة جديدة من المختلين العقليين بمدينة الجديدة… من يتحمل المسؤولية؟

متابعة: القرفي المصطفى

عادت من جديد مظاهر التشرّد والإختلال العقلي لتطفو على سطح المشهد العام بمدينة الجديدة، بعد تسجيل توافد دفعة جديدة من المختلين العقليين في الأيام الأخيرة، في ظل غياب أي توضيح رسمي حول الجهة التي قامت بإرسالهم إلى عاصمة دكالة، أو السياق الذي رافق هذا القرار غير المعلن.
وطرحت هذه الواقعة العديد من علامات الاستفهام حول الكيفية التي يتم بها إدخال هؤلاء المختلين إلى المدينة، وفي غياب أي مراقبة أو إشراف صحي واضح، تحولت بعض الساحات والشوارع إلى فضاءات مفتوحة لاستقبال هذه الفئة، ما يضع الساكنة أمام واقع خطير وغير آمن.

وشهدت ساحة “سوق عوة بلالة زهرة” صباح اليوم، تواجد أحد المختلين العقليين من بين هذه الدفعة الجديدة، والذي شكّل تهديدًا حقيقيًا للمارة، خصوصًا في صفوف النساء، بسبب سلوكياته العنيفة وتصرفاته غير المتوقعة، مما دفع بعض المواطنين إلى تجنب المرور من المكان، وسط غياب تام لأي تدخل من الجهات المعنية.
ويُعد مستشفى محمد الخامس للطب النفسي بالجديدة، رغم أهميته الإقليمية، صورة واضحة لواقع هش في التعاطي مع ملف الصحة النفسية والعقلية، حيث يعاني من نقص حاد في الموارد البشرية والتجهيزات، إلى جانب طاقته الإستيعابية المحدودة التي لا تسمح بالتعامل مع هذه الحالات بشكل لائق وفعّال.
ومع تكرار هذا “السيناريو”، تتصاعد الأصوات المطالبة بفتح تحقيق حول الجهة التي تقوم بترحيل هؤلاء المختلين العقليين إلى المدينة، ومن يتحمّل مسؤولية ما قد ينجم عن ذلك من تهديد مباشر لأمن وسلامة المواطنين.
ويُطرح اليوم بإلحاح ملف إحداث مراكز إيواء ورعاية نفسية مؤهلة بالجديدة، مع ضرورة تدخل الجهات المسؤولة على المستوى الجهوي والوطني، لوضع حد لهذا التهميش والإهمال الممنهج، وتوفير ظروف إنسانية وعلاجية تحفظ كرامة هؤلاء المرضى وتحمي أمن الساكنة.