منظمة التعاون الإسلامي تحتفي بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ندوة بدكار
داكار – تحت شعار “إعادة التفكير في عالم محفوف بالمخاطر”، نظمت اللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية بمنظمة التعاون الإسلامي، يوم الخميس في داكار، ندوة دولية بمناسبة مرور 1500 عام على ميلاد نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.
جاءت هذه الندوة، التي تستمر على مدى يومين، لتسلط الضوء على التحديات المعاصرة التي يواجهها العالم، وتبحـث في اقتراح حلول مستوحاة من السيرة النبوية الشريفة وتعـاليم الإسلام السمحة، بهدف تعزيز الثقافة والتراث الإسلامي والابتكار الفني.
وفي كلمة للأمين العام للمنظمة، السيد حسين إبراهيم طه، تم تلاوتها نيابة عنه، أشاد بالمبادرة التي تعكس الالتزام الجماعي بالحفاظ على التراث الإسلامي، مؤكدًا أن احتفال عام 2025 بذكرى مرور 1500 عام على مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم – المبعوث رحمة للعالمين – يمثل مناسبة للتفكر في سيرته العطرة وأهمية تعاليمه النيرة في عالم اليوم.
وشدد الأمين العام على ضرورة التمسك بهذه التعاليم السمحة من خلال الحفاظ على الإرث النبوي والاقتداء بخلق النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن هذه الندوة تأتي تنفيذًا للقرار 15/51-C الصادر عن مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في دورته الـ 51 باسطنبول، والذي أعلن عام 2025 عامًا للاحتفال بمولد الرسول الكريم.
من جانبه، جدد وزير الاندماج الإفريقي والشؤون الخارجية للسنغال، في كلمة تليت باسمه، تأكيد التزام بلاده بمبادئ منظمة التعاون الإسلامي، ورغبتها في العمل مع جميع الدول الأعضاء لمواجهة تحديات العصر، في ظل عالم يشهد توترات وخطابات متطرفة وتراجعًا في ثقافة التعايش. وأعرب عن عزم بلاده على إعادة الدينامية للجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية، لتصبح الأداة الفعالة التي تطمح إليها المنظمة.
وتتناول الندوة، التي تجمع عددًا من الأكاديميين والباحثين والفاعلين الثقافيين والشخصيات البارزة من العالم الإسلامي، عدة محاور هامة، منها:
“عالم محفوف بالمخاطر: إعادة إحياء رسالة النبي للشعوب والعالم”.
“الاقتصاد في أزمنة الشدة والنموذج الاقتصادي الإسلامي: تغيير النماذج الكلاسيكية من أجل حلول مستدامة” “الأزمة البيئية والمنظور الإسلامي”و”بناء سردية حول سيرة النبي الكريم في سياق التضليل الإعلامي: دور وسائل الإعلام”.
كما تهدف جلسات النقاش إلى مناقشة أبرز التحديات المعاصرة، واستكشاف الحلول المستمدة من الإرث النبوي، بما في ذلك قضايا مرتبطة بالحكامة السياسية، والتباطؤ الاقتصادي، والأزمة البيئية، بالإضافة إلى مناقشة مكانة المرأة والشباب في المجتمعات المعاصرة.
تُعد هذه الندوة خطوة عملية نحو إحياء القيم الإسلامية الأصيلة وإبراز دورها في تقديم إجابات على إشكالات العصر، معززةً بذلك الحوار البناء بين نخب العالم الإسلامي حول سبل استلهام الحكمة من نبع الوحي والنبوة الخالد.