راما ياد.. تبرز سياسة جلالة الملك “الجريئة وطويلة الأمد” من أجل إدماج “رؤية قائمة على الحلول الإفريقية”
وأوضحت الخبيرة الدولية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في قراءة لمضامين الخطاب الذي وجهه جلالة الملك إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، أن جلالة الملك يباشر، “بطريقة استثنائية، عملا دبلوماسيا جريئا وطويل الأمد، قوامه التركيز على إفريقيا وأمريكا. هذه الدينامية الدبلوماسية تمليها التغيرات الجيو-استراتيجية الكبرى التي شهدتها الساحة العالمية خلال العقود الأخيرة”.
وأضافت الوزيرة الفرنسية السابقة، التي ترأس منذ سنوات المركز الإفريقي التابع لمركز التفكير المرموق ومقره واشنطن، أن لجلالة الملك “رؤية دقيقة لمستقبل بلاده تندرج ضمن مقاربة ثلاثية: متوسطية، وإفريقية، وأطلسية. وهذه المقاربة الاستراتيجية متعددة الأبعاد شكلت على الدوام قوام الهوية المغربية”.
وفي معرض استحضارها للبعد الإفريقي للمغرب، ذكرت راما ياد بالازدهار الملحوظ الذي تشهده الاستثمارات ومشاريع الشراكة التي أطلقها المغرب خلال السنوات الأخيرة، في العديد من بلدان القارة.
وأشارت إلى أن “المغرب يعد ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا. من مدغشقر إلى إثيوبيا، تؤثت المشاريع المغربية الكبرى فضاءات القارة في مجالات المياه والأسمدة والغاز والطاقات المتجددة”.
وأضافت أن “تأكيد الهوية الإفريقية للمغرب ليس بالجديد. فمن بين جميع بلدان شمال إفريقيا، يعتبر المغرب الأكثر تكريسا لهذا الانتماء. بل إن البلد يكرس وجوده على المستوى القاري، بشكل متزايد، باعتباره قوة إقليمية”.
وفي معرض تسليط الضوء على أهمية المقترح الملكي بشأن التكامل الأطلسي، سجلت المديرة الإفريقية ل”أتلانتيك كاونسل” أن المغرب يعتزم “توظيف كافة قدراته”.
وأكدت أن خطاب جلالة الملك يعيد إضفاء “البعد المركزي على جنوب المحيط الأطلسي وإفريقيا، تعبيرا عن رغبة في إعادة التوازن في وقت يتسارع فيه التنافس بين القوى العالمية”.
وأضافت أن الاقتراح الملكي يتيح إدماج “رؤية الحلول الإفريقية”، وهو ما يتجلى، تتابع المتحدثة، من خلال مشاريع البنية التحتية المرتبطة بمنطقة الساحل التي تطرق إليها جلالة الملك.
وفي تعليقها على المبادرة الملكية على المستوى الدولي بهدف تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، أشارت المحللة إلى أن جلالة الملك “يستخلص العبر من المحنة التي تجتازها هذه المنطقة، من خلال اقتراح منظور مستقبلي لا يقتصر على البعد العسكري فقط، في خضم التوترات الشديدة” على المستوى الإقليمي والدولي.