جريدة

سفيرة المغرب في اسبانيا هناك من يستخدم الجالية لأغراض انتخابية

قالت سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش، إن أحزاب إسبانية ووسائل إعلام تستخدم الجالية المغربية لأغراض انتخابية، معربة عن أسفها لذلك ومعتبرة إياه “أمرا غير عادلا”.

وسجلت المسؤولة الدبلوماسية المغربية أن الترويج لصورة معينة ومنمطة للجالية المغربية “غير عادل، لأن بين جميع الشعوب هناك اختلافات، ولكن بشكل العام، المغاربة متكاملون، يعملون ويتعاونون، وفي كثير من الأحيان هم من الجيل الثاني والثالث”.

 

 

 

 

 

وأشارت بنيعيش في حوار مع وكالة “إيفي” الإسبانية، إلى أنها “فخورة جدا” بالمغاربة المقيمين بإسبانيا، معترفة في نفس الوقت “بأنه من الممكن أن تكون هناك مشاكل، لكن ذلك طبيعي، حين تملك جالية في بلد معين تتجاوز المليون”، ومؤكدة أن هذه المشاكل “غير مرتبطة بالدين أو اللون، إنها مرتبطة بالإشخاص فقط”، بحسب تعبيرها.

 

 

 

 

 

ونبهت السفيرة المغربية إلى استخدام “غير منصف” لصورة الجالية المغربية من طرف وسائل إعلام وأحزاب سياسية بغية إيصال رسائل سلبية حول الهجرة، في وقت تشهد فيه البلاد عملية انتخابية، مضيفة “عندما نفهم ما يجري يمكن دائما أن تكون لدينا نظرة إيجابية حول هذا”.

 

 

 

 

 

وأكدت سفيرة المغرب في إسبانيا أن هناك أمور إيجابية كثيرة تتعلق بالجالية المغربية بإسبانيا، بما في ذلك التكامل التام مع المجتمع المحلي، “باستثناء جزء صغير جدا، وعلى الرغم من ذلك، تصر أحزاب ووسائل إعلام على أن تظهر المغرب على أنه مصدر للهجرة غير الشرعية، وهذا أمر مختلق ولا يطابق الواقع”.

وبخصوص العلاقات بين الرباط ومدريد، قالت كريمة بنيعيش إنها علاقات طبيعية “بين جارين وصديقين لديهما تاريخ مشترك استثنائي، وموقع جغرافي أيضًا استثنائي”، مؤكدة أن استمرار ذلك يشترط “أن يسود الاحترام المتبادل”.

 

 

 

 

ولفتت إلى أن الملك محمد السادس من خلال تعليماته جعل المغرب بلد للقيم العالمية، أساسها الاحترام والتعايش والتسامح، “وهو ما نروج له في جميع أنحاء العالم وما نربي أطفالنا عليه”، مردفة “بفضل موقعنا (المغرب وإسبانيا) وتاريخنا وروابطنا البشرية والاقتصادية، فإننا مُدعون إلى التقدم سويا”.

 

 

 

 

 

وبلغ تعداد المغاربة بالجارة الشمالية إسبانيا في ظرف 20 سنة الأخيرة، أي من سنة 2003 إلى السنة الجارية 2023، ما معدله 900 ألف، وذلك بارتفاع قياسي بلغ 136 في المائة.

 

 

 

 

 

وبحسب المعطيات التي كشف عنها مركز “فونداسيون ديسينسو” الإسباني في ماي الفارط، فإن “عدد المغاربة بإسبانيا ارتفع بشكل كبير بعدما كان يبلغ سنة 2003 370 ألف نسمة، وهي “القوة الناعمة” التي تمتلكها الرباط في العديد من الدول الأوروبية الأخرى”.

 

 

 

 

 

وبحسب الدراسة عينها، التي جاءت في عشرين صفحة، فإن “جل هؤلاء المهاجرين المغاربة يدعمون سياسة بلدهم الخارجية، ولهم عقيدة متجذرة في الدفاع عن الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة، ما يجعلهم كلوبي في صالح الرباط”.

 

 

 

 

 

 

ويرى المصدر ذاته أن “الجالية المغربية هي الأولى بإسبانيا، متزعمة تعداد الأجانب بالبلد؛ فيما يأتي الرومانيون في المرتبة الثانية، ثم البريطانيون في المرتبة الثالثة، يليهم الكولومبيون”، مؤكدا أن “تزايد الجالية المغربية يجعلها في مرتبة مجتمعية مهمة ومؤثرة، خاصة بعد تحول الجارة الشمالية إلى بلد للاستقرار وليس للعبور إلى الدول الأوروبية الأخرى”.

 

 

 

 

 

وبخصوص توزيع المغاربة عبر الأقاليم الإسبانية المتمتعة بالحكم الذاتي وضعت الورقة الإحصائية كاتالونيا في المرتبة الأولى بعدد يفوق 200 ألف نسمة، ثم مناطق الأندلس بعدد يلامس 114 ألف نسمة، وبعدد يصل إلى 90 ألف نسمة بإقليم موريسيا؛ “علما أن عدد المغاربة بإقليم كاتالونيا مثلا لم يتعد 60 ألف نسمة سنة 2000، ما يظهر نموه بشكل كبير”.

 

 

 

 

 

ووقفت الدراسة سالفة الذكر عند عدد المغاربة بمدينة سبتة المحتلة، إذ وصل سنة 2023 إلى 31 ألف نسمة، وبالتالي تراجع مقارنة بسنة 2018، إذ بلغ 178 ألفا، ليتراجع سنة 2019 إلى 148 ألفا؛ “ما يظهر وجود تراجع مهول مقابل تزايد المقيمين الإسبان”.

 

 

 

 

 

ويعتبر المصدر عينه أن “المغرب يولي اهتماما كبيرا لجاليته بالخارج، خصوصا بإسبانيا، باعتباره شريكا إقليميا، إذ يهمه وجود جالية تخدم مصالحه الإستراتيجية”؛ وفي هذا الصدد رصد أن “غالبية الجالية المغربية بإسبانيا تلقى اهتماما من دولتها الأصلية، سواء من خلال الجمعيات الدينية أو الإنسانية، أو من خلال العمل القنصلي المتواصل”.