احمد العسالي اعلامي مختص
يقال في الأمثال المغربية وهي عديدة:
“الوجه المشروك عمرو ما يتغسل ولا يتنقى”.
هكذا تنظر الناس، تنظر الناس،وقساوة وجوه بعض الناس.
«المنحوس منحوس ولو خلقو فراسو.
ناقوس”. وأيضا:
” الله يعطينا وجهــك”.
أوصاف الناس بأمثال مغربية حقيقية وصريحة على أفعال الناس شرا بالناس.
ولها كل الحق في ذلك، لأنها ترى وتسمع مشاكل غيرها ضد آخرين بانتهازيتهم ووصوليتهم إلى مراميهم ولو ضررا على حساب غيرهم. ومثلنا في هذا السياق ما حدث مع وصولية أحد رؤساء جمعيات الصحافة الرياضية مسؤولا في الجامعة الملكية والعصبة.
يعلمون أنه لا يشجع على تطوير الرياضة وصيانة الجسم الصحفي الرياضي ، بطعنته من الخلف.
-علـى عينيك يا بن عـــدي ، يشتته.
وكذلك من الناس لا يرى في التلون والشحت حرجاً.
ولا في النفاق مشكلة. أو في تبديل جلده كارثة.
همه أن يصل ولو بالقفز على القانون او البشر.
همه الأول والأخير ان يحقق مبتغــاه، حتى ولو وعى، وعرف ان الناس تعرف أنه مائة وجه ووجه، وأن رداءته كلها أقنعة تـــلاوين، لا عد ولا حصر لها في اليوم الواحد. ولن يلــوم نفسه في ذلك لومة لائم.
ومنهم من يتمثل ويصنع مواقف كثير، غير حقيقة وغير صادقة بمعيار.
الغاية تبرر الوسيلة مقابل أن الحقيقة الواضحة لا تحتاج لالتفاف، ولا للمناورات.
بل هي حقيقة تقدم بأشكالها “المجردة” سواء حظيت باستحسان أو قابلها سخط واستياء فقط لوصوليته كعدد كبير من رؤساء الجماعات الترابية والمعاهد الجامعات والاكاديميات ومؤسسات الدولة بكل اصنافها …الخ.
منهم من دخلوا (خريزو) السجون، ومن من ينتظر بعزل او اقالة وقد كثر عددهم سنة 2024.
وستكون اللائحة بدون نهاية او استثناء، فقط باختصار شديد (أمولـــى نوبة).
هي قناعات شخصية يعتبرها ذوو الجهالة.
لكن في النهاية هي أمور تدخل ضمن تصنيف “الصواب والخطأ، والصدق والكذب”.
باتت الثوابت والتمسك بالقيم كالسباحة عكس التيار أو في الماء العكر.
فمقابل حقيقة واحدة هناك أكاذيب وحالات صباغة.
نفـــاق وتلون البعض بالقول أن الوضع المعقد والمضايق أحياناً يحتّم السير في اتجاه الريح.
والجنون هو الوقوف في وجه العاصفة.
لكن في المقابل هناك الدهاء والذكاء وأن تحني رأسك لتمر العاصفة و ترفعه بعدها. لكن هل «رفع الرأس» بعدها له قيمة ؟!
والأهم قيمة لدى الشخص نفسه، ما دام ليس من شيم الاخلاق بل أخطر أن تنافق نفسك قبل ان تنافق وتكذب على غيرك من بين جلدتك؟!
إن الثابت على الحق كالممسك بجمرة حارقة في يده! أليس كذلك؟!
أليست الحقيقة أن تقول بأن في داخل كل شخص بذرة طيبة نتاجها الرغبة في عيش حياة مثالية.
تتمثل في تصرفات صادقة وسلوكيات طيبة وسليمة سلامة العقل والجسد وسلامة الناس؟.
وبالتالي الاستسلام والقبول بأن “هذا هو الواقع”، هو ما يجعل أمراضاً كالتلــون الحربائي يستبطن البعض. والنفاق والمكر يعشش ويطغى. وتنمحي إزاءها شخصية الثبات على المبادئ ثوابت صحيحة.
وهذا ما يجعل الشخص هو نفسه مزدوجا أو ملونــا بألوان سوداوية جلها.
وربما كلها بالزمن جماليتها واهميتها في الصورة مع الأضواء.
ويخسر أكثر من ذلك ذاته قبل أن يخسر كثيراً من مبادئه وكل الناس وحتى من يحيط به من أقرباءه وأهله وعشيرته.
آ.آآآ..البشر؟ أنت من يحدد طريقة عيشك في الحياة، فهي لن تعاد او تكرر ولو مرة.
هل تريد العيش بوجه واحد أم العيش بمائة أو ألف وزيادة على حساب حقوق الناس؟
نعم وبكل تأكيد، ستقول سأسير مع التيار حتى لا يجرفني الموج العاتي فأغرق. لكن هناك من يؤمن أن القوة تكمن في الثبات وتحويل اتجاه المسار ليصبّ في مصبّه الصحيح. والتمسك بالصح والمعقول وهي عملية فيها معاناة وتعب وصراع، او ربما خسارة فادحة.
والفرق هنا بين من يعيش كريماً ولا يملك شيئاً إلا شيما وعزة.
وبين من يعيش مخادعاً لنفسه قبل غيره وفي ذلة. ضارباً بقيم ومبادئ إنسانية ومكارم اخلاقية بنتها الإنسانية بأسس صلبة وأعمدة لا تهد. ومستحيل ضربها بعرض الحائط، ولو ملك الدنيا وكل شيء.
ربما لن يعير بعض قرائنا البعض على ما قلناه. قد يقولون ما هي إلا أفلاطونيات، ومثاليات.
بل إنما هي هلوسات.
لكن في النهاية هي قناعة شخصية، وكل منا حر في كيف يعيش ويحيى، كيف يكون وكيف يموت.
فعش كريما وتموت كريما أو عش حتى تموت.