جريدة

طوفان الأقصى يكشف حقيقة وتفاهة الإعلام الغربي المنحاز للكيان الأإسرائيلي المحتل

أونكيت ميديا

أونكيت ميديا

كشف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة عن أبشع صور المجازر والوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما عرى الوجه البشع للإعلام الغربي وكشف تحطم الشعارات المرفوعة التي تتغنى بحقوق الإنسان والحرية الإعلامية من قبل الغرب الشريك الفعلي في الإجرام الصهيوني. وأيضا أبواقه الإعلامية المتسترة والمناصرة لهاته الجرائم بالتضليل والدفاع عن جرائم المحتل الصهيوني.

فمع تفاقم الانتهاكات الصهيونية المرتكبة في حق الفلسطينيين تنكشف حقيقة ارتماء الإعلام الغربي في أحضان الصهيونية وانحيازها الصارخ في تغطية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويزداد هذا التحيّز مع تزايد الانتهاكات المرتكبة من قبل العدو الصهيوني.

فكبريات الصحف العالمية وخاصة الأمريكية منها. جعلت من تبرير والدفاع عن الجرائم الصهيونية منهاج عمل أسقط كل ذرة علاقة بما هو مهني مفترض أن يكون نهج عمل. وغيب كل قيم الإنسانية المفترض توفرها لنتحدث عن الإنسان والدفاع عن قضاياه.

فالإعلام الغربي خاصة تقارير وكالة “رويترز” وصحيفة “نيويورك تايمز”. تقف بإنسانية مع مقتل صهيوني واحد. لكن في المقابل لا تعير عشرات الآلاف من المدنيين الشهداء والجرحى والمشردين والمقهورين والمحرومين من كل شيء أدنى اعتبار في تقاريرها. أي أنها تقدم الروايات الإسرائيلية بأبعادٍ إنسانية مقابل قصص فلسطينية مختصرة ضمن أُطر ضبابية، في تجاهل تام للتوازن والأمانة المهنية.

“رويترز”: تعقيدات سياسيّة في وجه معاناة مستمرة

في تقريرها حول ذكرى أحداث السابع من أكتوبر، قدمت “رويترز” ضمن حلقة “بودكاست” حامل لعنوان “7 أكتوبر: الألم المتواصل وتعقيدات السياسة”. وذلك من خلال تناول قصة أمّ “إسرائيلية” فقدت ابنها. مقدّمةً إياها في صورة درامية عميقة. فيما تمّ التعامل مع معاناة الفلسطينيين كخبر عابر، دون تسليط ضوء حقيقي على الآثار الإنسانية على المدنيين في غزّة.

فتناول قصة السيدة الفلسطينية “إيناس أبو معمر” تم التعامل معها ليس كقيمة إنسانية بل كرد فعل طبيعي من قوات الاحتلال الاسرائيلي. وذلك بما يخلق انطباعا لدى المتلقي الغربي بأن القصف الإسرائيلي مجرد “رد مشروع”. بل أن التقرير لم يتناول معاناة غزة وأهلها ولا حصد القصف لآلاف المدنيين. خاصة الأطفال والنساء منهم. ولم يعرض للانتهاكات للقانون الدولي. أي انه يقدم صورة مشوّهة تفتقر إلى الإنصاف.

نيويورك تايمز: صراعٌ لا ينتهي وتحيّزٌ يستمر

على نفس النهج قدمت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً حول العام الأول من الصراع. بعنوان “الحرب التي لا تكفّ عن الانتهاء”.

قدمت التقرير من خلال رواية قصة إنسانية لرجل إسرائيلي فرّ من منزله. فيما قدمت القصة الفلسطينية كعرض جانبي عن “ردود إسرائيل على الإرهاب الفلسطيني”.

وقد تمّ توظيف السرد التاريخي لتشويه الخلفية السياقية للقضية الفلسطينية عبر وصف الصراع على أنّه “مواجهة بين الإسرائيليين والعرب” ليس إلا. وليس احتلال وظلم قائم منذ عقود.

وتعمدت الصحيفة نقل الصراع على أساس أنه مساواة غير موضوعية بين أطراف الصراع. مع تغييب أرقام القتلى من الفلسطينيين بما فيهم النساء والأطفال والصحافيين والطواقم الطبية، والذين تجاوزت أعدادهم الآلاف.

تركيز على الضحايا الإسرائيليين دون الفلسطينيين

 

في إطار هذا التضليل وهذا التلاعب تقدم الرواية الإعلامية أرقام قتلى الاحتلال دون الإشارة لعدد الشهداء من الفلسطينيين. أي أنه يركز على الخسائر الإسرائيلية دون تقديم سياق موضوعي للضحايا الفلسطينيين الذين استشهدوا نتيجة العدوان الصهيوني. وعدد القنابل التي أمطرت بها غزة وتدمير البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.

تقديم المعاناة الفلسطينية كصورة شبحية

تقوم وسائل الإعلام الغربية الكبرى في سياق التعاطي مع المأساة الفلسطينية بتأطيرها كقصص شبحية. حيث يتم تقديم المعاناة والألم الفلسطيني على هيئة ألم باهتٍ لا يرتقي لمستوى الألم الإسرائيلي المصوّر بصور وأبعادٍ إنسانية.