في إنجاز غير مسبوق على المستوى الدولي، منحت مجلة “Global Finance” الأمريكية تصنيف “A” للسيد عبد اللطيف الجواهري، محافظ بنك المغرب، وذلك في تقريرها السنوي الذي يُقيّم أداء محافظي البنوك المركزية حول العالم. وجاء هذا التصنيف تتويجًا لسياسات نقدية رشيدة قادت إلى تحقيق استقرار اقتصادي ومكافحة التضخم في بيئة عالمية متقلبة.
التقرير، الذي غطى 101 دولة وإقليم ومنطقة، ركز على معايير دقيقة تشمل قدرة البنوك المركزية على إدارة التضخم، وتحفيز النمو الاقتصادي، والحفاظ على الاستقرار النقدي، وضبط أسعار الفائدة. وأشارت المجلة إلى أن هذا التقدير يُمنح للمحافظين الذين يمتلكون استقلالية في القرار، وانضباطًا في التنفيذ، ورؤية استراتيجية واضحة لمواجهة التحديات.
وبهذا التصنيف، انضم الجواهري إلى قائمة نخبوية تضم أبرز الشخصيات المالية العالمية، من بينهم روسانا كوستا (تشيلي)، وبيري وارجيو (إندونيسيا)، وريتشارد بايلز (جامايكا)، وجوليو فيلارد فلوريس (بيرو)، وناندلال ويراسينغي (سريلانكا). وهذا يضع الجواهري في مصاف القيادات المالية الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم.
يُذكر أن مجلة “Global Finance”، التي تأسست عام 1987، تُعد مرجعًا دوليًا موثوقًا في الشؤون المالية، وتوزع أكثر من 50 ألف نسخة في 185 دولة. وهذا يعطي التقدير الذي حظي به الجواهري وبنك المغرب بعدًا عالميًا واستثنائيًا، ويعكس ثقة المؤسسات المالية الدولية في سياسات المغرب النقدية.
هذا الإنجاز يضاف إلى مسيرة حافلة للجواهري، الذي حظي سابقًا باعترافات واسعة من مؤسسات اقتصادية دولية. وقد أكدت المجلة أن نجاحه جاء نتيجة سياسة نقدية حذرة واستباقية، تمكّنت من مواجهة ضغوط التضخم وتحقيق الاستقرار في فترة اتسمت بعدم اليقين العالمي، حيث اضطرت معظم البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة بشكل حاد.
يعكس هذا التكريم ليس فقط كفاءة الجواهري الشخصية، بل أيضًا جودة عمل فريق بنك المغرب، وقدرة المؤسسة على تبني best practices في الإدارة النقدية. كما يؤكد مكانة المغرب كوجهة مستقرة ومحور مالي مهم على الخريطة الاقتصادية العالمية.
وبهذا، يثبت المغرب مرة أخرى أن سياساته الاقتصادية تضع البلاد في موقع متقدم بين الدول الأكثر التزامًا بالاستقرار المالي والنمو المستدام.