جريدة

عيد الاضخى : رواج ملحوض في سوق التوابل الرحبة بالرباط

ميديا أونكيت 24

عشية عيد الأضحى، يتخذ سوق التوابل “الرحبة” في الرباط، على غرار باقي الأسواق في جميع أنحاء المغرب، شكل خلية نحل حقيقية تمتزج فيها الروائح والنكهات في كيمياء متميزة ترتبط بهذا العيد.

 

فبمجرد ما يلج الزائر السوق، تثير الروائح والنكهات المنبعثة من مختلف المحلات التجارية حنينه لذكريات الماضي المرتبطة بهذه الشعيرة الدينية التي يحرص المغاربة على الاحتفال بها من خلال إحياء التقاليد المتوارثة والعادات المتبعة منذ زمن بعيد.

 

وخلال الأيام التي تسبق حلول عيد الأضحى، تعيش “رحبة التوابل” على إيقاع الاستعدادات المكثفة لهذه المناسبة، حيث تتسارع وتيرة  طحن التوابل مع توالي الطلبات على الرغم من الارتفاع الملحوظ في الأسعار.

 

يقول رشيد، وهو صاحب محل تجاري بالسوق، إن هناك إقبالا كبيرا على اقتناء التوابل كما جرت العادة كل سنة، ولاسيما من طرف النساء، مبرزا أنه “بينما ينشغل الرجال في اقتناء خروف العيد وجميع الأدوات التي تتطلبها عملية الذبح (أدوات الشواء والفحم وشحذ السكاكين وما إلى ذلك)، تتكلف النساء بشراء التوابل”.

 

وفي هذا الصدد، تؤكد مها، التي كانت تقتني ما يلزمها من توابل “كأي أم مغربية ترغب في إعداد الأطباق الخاصة بعيد الأضحى، أحرص على شراء التوابل الطازجة التي تضفي نكهة رائعة عليها”.

وعلى غرار “مها”، لا تقل المتسوقات الأخريات تطلّبًا عندما يتعلق الأمر باختيار البهارات المستخدمة في تنكيه الأطباق التي يعتزمن تحضيرها بمناسبة الاحتفال بهذا العيد الديني المرادف للمشاركة والكرم.

وتكشف هذه العادات والطقوس المفعمة بالمعاني عن كل روعتها في لحظات التواصل بين أفراد العائلة حول الأطباق التي تحضر خصيصًا بهذه المناسبة.

لذلك، ليس من المستغرب أن تكتسي أسواق المدينة كل تلك الألوان الساحرة والروائح الطيبة المنبعثة من خلطات دقيقة يعدها بمهارة تجار متمرسون.

وفي هذا السوق الذي يعيش على إيقاع حركية كبيرة، يتنافس الباعة في عرض التوابل القادمة من مناطق بعيدة، والمعروضة بشكل متناسق .

تقول “مها”، وهي تتابع بانتباه شديد عملية طحن التوابل التي اختارتها بدقة: “هذه النكهات والمنسمات توقظ حواسي وتعود بي إلى ذكريات الماضي”.

وفي هذا السوق، يمتزج اللون الأحمر الغامق “للبابريكا” والبني الرقيق للكمون والأصفر الباهت المخملي للزنجبيل مع ألوان الكركم والقرفة والنكهة المنعشة لبذور الكزبرة المجففة والقرنفل .

من جهتها، تقول كلثوم، وهي زبونة وفية لرشيد منذ عقود: “لا يمر عيد الأضحى دون أن أقتني التوابل الخاصة بأطباق المروزية والمشويات، بالإضافة إلى رأس الحانوت الأساسي لتحضير الطاجين”.

ويُعد “راس الحانوت” الذي لا غنى عنه في تحضيرات العيد، مزيجا من التوابل التي تُعد فخرًا لفن الطبخ المغربي. وعلى الرغم من اختلاف تركيبته من عطار إلى آخر، إلا أنه يحتوي على قاعدة مشتركة من التوابل تضم الكزبرة، والفلفل، والكركم، والكمون والهيل، وجوزة الطيب، والقرفة، والزنجبيل، والقرنفل، واليانسون، والغار.

وفضلا عن دورها في تحسين النكهة، فإن التوابل المستخدمة في المطبخ المغربي لها خصائص طبية، فهي على الخصوص مضادة للالتهابات، وللأكسدة.

بالنسبة للزبونات اللواتي يتوافدن على محلات بيع التوابل، فإن التسوق عشية عيد الأضحى هو عادة لا محيد عنها، تعكس حرصهن على التمسك بالتقاليد، وصيانة تراث المطبخ المغربي الع