جريدة

غارة إسرائيلية على مركز طبي في غزة تخلّف 16 قتيلاً بينهم أطفال

ميديا أونكيت 24

غارة إسرائيلية على مركز طبي في غزة تخلّف 16 قتيلاً بينهم أطفال ومحادثات وقف إطلاق النار تتأرجح بين الأمل واليأس
غارة إسرائيلية على مركز طبي في غزة تخلّف 16 قتيلاً بينهم أطفال ومحادثات وقف إطلاق النار تتأرجح بين الأمل واليأس
شارك
في تصعيد جديد للعنف بقطاع غزة، استهدفت غارة إسرائيلية اليوم الخميس منطقة قرب مركز طبي في دير البلح وسط القطاع، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل، بينهم ستة أطفال، وإصابة العشرات بجروح خطيرة، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحكومة حماس. وجاء الهجوم فيما تواصل إسرائيل وحركة حماس محادثات وقف إطلاق النار في قطر، وسط تشاؤم من التوصل لاتفاق قريب.

نقلت وكالة “رويترز” مقاطع فيديو تظهر مشاهد دموية من موقع الغارة، حيث جثث الضحايا – معظمهم من النساء والأطفال – متناثرة بين الأنقاض وسط صرخات الذعر. كما ظهر أطفال غارقون في دمائهم يُنقلون على عربة يجرها حمار، في مشهد يعكس كارثة إنسانية تتفاقم منذ أشهر.

وفي مستشفى شهداء الأقصى، حيث نُقل الجرحى والقتلى، قالت سماح النوري إن ابنتها قُتلت أثناء تلقيها العلاج لالتهاب في الحلق: “خبطوا عليها قذيفة.. إيش ذنبهم؟ نقطة طبية آمنة، ليش يقتلوهم؟”.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أن الضربة استهدفت “مسلحاً مشاركاً في هجوم 7 أكتوبر”، مشيراً إلى أن الحادثة “قيد المراجعة”. لكن الأمم المتحدة أدانت مراراً استهداف المرافق الصحية في غزة، حيث وثّق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) 686 هجوماً على القطاع الصحي منذ بداية الحرب.

أطباء في غزة حذّروا من أن نقص الوقود والأدوية يهدد المستشفيات المتبقية، مثل مستشفى الشفاء في غزة المدينة، حيث يعاني الأطفال الخدج من اكتظاظ غير مسبوق. قال الدكتور محمد أبو سلمية، مدير المستشفى: *”نضطر لوضع 3-5 أطفال في حضانة واحدة، مما يعرّضهم للعدوى والوفاة”*.

رغم المحادثات الجارية في قطر حول هدنة مقترحة لمدة 60 يوماً، تشمل تبادل الأسرى، يبدو الطريق إلى الاتفاق شائكاً. مسؤول إسرائيلي رفيع (رفض الكشف عن اسمه) قال إن التوصل لاتفاق قد يستغرق “أسبوعاً أو أسبوعين”، مؤكداً أن إسرائيل ستستغل الهدنة المؤقتة لدفع حماس إلى “نزع السلاح” كشرط لوقف دائم لإطلاق النار.

في المقابل، أفاد مسؤول فلسطيني بأن المفاوضات تواجه أزمة بسبب خلافات جوهرية، أبرزها رفض إسرائيل الانسحاب الكامل من غزة بعد الهدنة. يذكر أن اتفاقاً سابقاً في يناير/كانون الثاني 2023 انهار بعد شهرين، لتعود إسرائيل إلى عملياتها العسكرية وتشديد الحصار.

بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، تجاوز عدد ضحايا الحرب 57 ألف قتيل، بالإضافة إلى تدمير شامل للمنازل والبنى التحتية وتشريد 90% من السكان. من جانبها، تؤكد إسرائيل أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 250 رهينة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد إلتقى هذا الأسبوع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة تفسّر على أنها محاولة لدفع الاتفاق. لكن تعقيدات الملف والخلافات العميقة بين الأطراف تترك مستقبل غزة معلقاً بين المزيد من الدمار أو هدنة هشّة قد لا تُنهي المعاناة.بينما تستمر الضربات الجوية وتنفد الإمدادات الطبية، يبدو أن سكان غزة يدفعون الثمن الأكبر في حرب لا تُبقي ولا تذر.