في واقعة صادمة تعكس تفاقم الأوضاع المعيشية في الجزائر، ألقت مصالح الشرطة بمدينة سطيف القبض على مسلخ غير قانوني في حي عين السفينة، حيث تم اكتشاف 20 حمارًا مسلوخًا كانت في طريقها للأسواق المحلية بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان.
ووفقًا لتقارير صادرة عن صحيفة المصدر الجزائرية، فإن العملية الأمنية جاءت بعد بلاغ من عمال النظافة، مما أدى إلى مداهمة الموقع واسترجاع كميات كبيرة من لحوم الحمير المعدة للبيع.
وأفضت العملية إلى توقيف ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، بينهم جزار معروف في المنطقة، حيث تم إيداعهم الحبس المؤقت بموجب الإجراءات السريعة، مما أثار حالة من القلق بين المواطنين الذين يخشون تسرب هذه اللحوم إلى الأسواق دون علمهم.
لم تعد مثل هذه الحوادث غريبة على الجزائريين، بل أصبحت تتكرر بشكل مقلق، خاصة في ظل الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، مما يفتح المجال أمام تجار غير مسؤولين لاستغلال حاجة المواطنين من خلال بيع لحوم غير صالحة للاستهلاك.
وخلال شهر رمضان، الذي يشهد عادةً زيادة في الطلب على اللحوم، تزداد المخاوف من الغش الغذائي وضعف الرقابة الصحية، حيث عبر العديد من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم مطالبين بتشديد الرقابة ومعاقبة المخالفين في هذا المجال.
ترتبط ظاهرة الغش في اللحوم مباشرة بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر، حيث يعاني المواطنون من ارتفاع أسعار اللحوم، مما يدفع البعض للبحث عن بدائل أرخص حتى لو كانت غير آمنة.
وتشير التقارير إلى أن ضعف الرقابة وانعدام الإجراءات الصارمة ضد الغش الغذائي قد أفسح المجال أمام عصابات متخصصة في بيع اللحوم الفاسدة، مستغلة بذلك حاجة المواطنين في ظل غياب حلول حكومية فعالة للأزمة الاقتصادية الحالية.
يحذر الأطباء والمختصون من المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك لحوم الحمير وغيرها من اللحوم غير الصالحة، إذ قد تسبب التسمم الغذائي والالتهابات المعوية المزمنة.
ورغم المخاطر الصحية، تواصل السلطات الجزائرية مواجهة صعوبة في ضبط الأسواق بشكل فعال، ويعاني المواطنون من خطر تبديل لحوم مجهولة المصدر، في غياب رقابة صارمة على جودة وسلامة المنتجات الغذائية.
أثارت هذه الفضيحة موجة استياء واسعة بين المواطنين الذين دعوا إلى فرض عقوبات صارمة على المتورطين، وتعزيز الرقابة على المسالخ والأسواق، مع ضرورة توفير اللحوم بأسعار معقولة لحماية المواطنين من مخاطر الغش الغذائي.
وفي ظل هذه الظروف، يواجه المواطن الجزائري واقعًا صعبًا: إما مواجهة الجوع نتيجة الارتفاع المبالغ فيه للأسعار، أو المخاطرة بصحته عبر تناول لحوم فاسدة، مما يعكس تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل متزايد