إقامة فعاليات مهرجان للسماع والتراث الصوفي بسلا
افتتح مساء أمس الجمعة بفضاء ضريح سيدي بنعاشر بسلا مهرجان للسماع والتراث الصوفي، تحت شعار “أنوار التراث الصوفي بين الفكر والذكر”.
ويعد هذا الملتقى، المنظم من طرف مجلس مقاطعة باب لمريسة، مناسبة للوقوف على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي الصوفي والروحي الذي يشكل جزءا من تاريخ وهوية المملكة، وجسرا يربط بين الماضي والحاضر.
ويتوخى المهرجان، المقام بين 18 و27 أكتوبر الجاري، الاحتفاء بالروح المغربية الأصيلة وبالقيم الإنسانية التي نشأ عليها المغاربة عبر العصور والتي تجعل من السماع الصوفي المغربي مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الاعتدال والتسامح، كما يروم إبراز غنى وتنوع التراث الصوفي المغربي، الذي يمثل ركيزة من ركائز الهوية الوطنية.
وتخللت الليلة الافتتاحية للمهرجان أذكار وأمداح صوفية وروحية أدتها المجموعة الرسمية للطريقة البودشيشية، ابتهالا لرب العالمين ومدحا لسيد الأولين والآخرين.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس المهرجان، عبد القادر الكيحل، أنه من خلال التراث الصوفي العريق، استطاع المغرب أن يشكل نموذجا دينيا متفردا، محصنا من كل انحراف أو تطرف، مستندا في ذلك إلى قيم روحية عميقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، قوامها الوسطية والاعتدال، بما يعزز قيم التعايش بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، مشيرا إلى أن المهرجان يحتفي بالروح المغربية الأصيلة، التي تجعل من السماع الصوفي المغربي مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الاعتدال والتسامح.
وأوضح رئيس المهرجان أن هذه التظاهرة الروحية تسعى إلى أن تكون موعدا سنويا راسخا، يمتد إشعاعه ليصل إلى مختلف أصقاع العالم، لاسيما القارة الإفريقية، التي تربطها بالمملكة أواصر دينية وثقافية عميقة، من شأنها بناء جسور للتلاقي والتعاون وتعزيز دور المغرب كمنارة للتسامح الروحي والفكري.
من جانبه قال مدير المهرجان، خالد ميار الإدريسي، إن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية الروحية يندرج في إطار الرؤية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تولي العناية بالموروث الروحي الذي يشكل أساس الصرح الحضاري المغربي، مؤكدا أن الغاية من المهرجان تتجلى في ربط الأجيال الشابة والناشئة بتراثها وبقيمها الروحية والصوفية.
وأضاف أن المهرجان لا ينطوي، في أنشطته، على البعد الثقافي فحسب بل يمتد أيضا إلى البعد الفكري والدبلوماسي ويناقش العلاقة الروحية التي تربط المملكة بعمقها الإفريقي.
ويتضمن برنامج المهرجان ندوات فكرية وثقافية حول “التصوف رافد للهوية الوطنية”، و”البعد الروحي والجمالي في التراث الصوفي لمدينة سلا”، وندوة حول “التصوف بإفريقيا” بمشاركة علماء من دول إفريقية.
كما يتضمن، فضلا عن ليالي السماع والمديح الصوفي، تنظيم معرض للكتب والمخطوطات الصوفية، يعرض مؤلفات ومصنفات حول تاريخ المغرب، والتفسير، والأحاديث النبوية وشروحها.
كما سيشهد المهرجان تنظيم معرض للخط العربي يتوخى التعريف بالخطوط العربية والمغربية، ستتخلله عروض لتطور الخط العربي عبر العصور وبيداغوجية تعليم الخط العربي، وعرض لمجموعة من اللوحات الخطية عبر جهاز العارض.