جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس التأكيد على استعداد بلاده لعقد مفاوضات سلام مع أوكرانيا “من دون شروط مسبقة”، بناء على اتفاقات إسطنبول التي وقعتها موسكو وكييف بالأحرف الأولى ونصت على حياد أوكرانيا في نهاية مارس/آذار 2022. ومع ذلك، شدد بوتين على ضرورة مراعاة ما قال إنه “وقائع على الأرض”، في إشارة إلى الوجود الروسي بحكم الأمر الواقع في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون في الشرق الأوكراني.
وقال بوتين خلال فعالية “الخط المباشر” مع المواطنين ومؤتمره الصحافي السنوي الكبير: “لا شروط مسبقة لبدء المفاوضات، ونحن مستعدون لإجراء الحوار من دون شروط مسبقة، ولكن بناء على ما اتفقنا عليه في إطار العملية التفاوضية في إسطنبول في عام 2022، وانطلاقا مع الوقائع القائمة على الأرض اليوم”. وشدد على أن الوثيقة الختامية يجب أن توقع مع السلطة الشرعية التي رآها متمثلة بالرادا العليا (البرلمان الأوكراني) ورئيسها، رسلان ستيفانتشوك، مع قبوله في الوقت نفسه بالحوار مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي انتهت مدة ولايته في مايو/أيار الماضي مع بقائه في منصبه من دون إجراء انتخابات جديدة، وهي ورقة تستثمرها موسكو للتشكيك في شرعيته.
بوتين يعد بضمانات أمنية لبيلاروسيا
في سياق آخر، وعد بوتين بأن روسيا ستقوم بكل ما بوسعها من أجل ضمان أمن بيلاروسيا، مؤكدا أن حمايتها تشكل عنصراً هاماً للعقيدة النووية الروسية المعدلة أخيراً والتي باتت تنص صراحة على جواز استخدام السلاح النووي ضد دول غير نووية في حال وفرت أراضيها أو مجاليها البحري والجوي لشن هجوم على روسيا، مع منح الضمانات ذاتها لبيلاروسيا بصفتها عضواً في دولة الاتحاد مع روسيا.
وقال بوتين: “سبق أن أعلنّا أنه في حال نشوب تهديدات لحليفتنا بيلاروسيا بصفتها عضواً في دولة الاتحاد، فستنظر روسيا الاتحادية إليها على أنها بمثابة تهديدات مماثلة على روسيا نفسها”. وأضاف: “سنقوم بكل ما بوسعنا من أجل ضمان أمن بيلاروسيا بالتنسيق مع القيادة البيلاروسية والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. أعتقد أن هذا عنصر هام للغاية للاستراتيجية النووية المعدلة لروسيا الاتحادية”.
وكان لوكاشينكو قد أقر في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، بوجود “عشرات” الرؤوس الحربية النووية الروسية على أراضي بلاده، موضحا أن مينسك ستحدد عند الضرورة الأهداف لاستخدام السلاح النووي، على أن يكون “الضغط على الزر” بالمشاركة مع موسكو. وجاءت تصريحات لوكاشينكو تلك بعد أيام على تأكيد بوتين إمكانية نشر صواريخ “أوريشنيك” الباليستية الفرط صوتية في بيلاروسيا في النصف الثاني من العام المقبل.