يُعتبر ملتقى التشغيل في القنيطرة واحدًا من أبرز الفعاليات التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة، حيث شكّل نقطة تلاقي هامة بين الباحثين عن فرص العمل وأرباب العمل في مختلف القطاعات الصناعية، خاصة في قطاع السيارات الذي أصبح محورًا رئيسيًا للتنمية الصناعية في المدينة. في عام 2019، عُقد هذا الملتقى بمشاركة مئات الشركات التي قدمت فرصًا متنوعة من التوظيف والتدريب، مما ساهم في دعم الشباب الباحثين عن العمل.
ومع ذلك، فإن التوقف الذي شهده هذا الملتقى بسبب جائحة كورونا أثّر بشكل كبير على سكان المدينة، خاصة فئة الشباب التي كانت تعتمد على هذا الحدث للعثور على فرص عمل جديدة أو تعزيز مهاراتهم المهنية من خلال برامج التدريب. فرضت جائحة كورونا على الجميع إعادة ترتيب الأولويات، لكن هذا لا يعني أن تتوقف الفعاليات التي تساعد في حل المشاكل الأساسية كالبطالة.
من هنا، يأتي التساؤل الكبير: لماذا لم يتم التخطيط لإعادة تنظيم هذا الملتقى بعد انحسار الجائحة؟ إن تنظيم مثل هذه الفعاليات يُعد ضرورة حيوية في مدينة تشهد نمواً صناعياً متسارعاً. يجب أن يكون هناك التزام سنوي بإعادة تنظيم ملتقى التشغيل لتوفير الفرص المستمرة للشباب، خاصة في مدينة القنيطرة التي أصبحت محط أنظار كبرى الشركات الصناعية العالمية.
استئناف هذا الملتقى سنوياً لن يسهم فقط في تعزيز سوق العمل، بل سيعطي الشباب الفرصة للتواصل المباشر مع الشركات، الاطلاع على متطلبات السوق، وتحسين مهاراتهم لتناسب الاحتياجات المتغيرة باستمرار في سوق العمل. هذه الخطوة ضرورية لتعزيز قدرة الشباب على المنافسة في سوق العمل وتحقيق التنمية المستدامة للمدينة ومجتمعها
التالي