جريدة

ماذا بعد الكارثة؟

ميديا أونكيت24

ميزانيات ضخمة تلك التي تم صرفها على مهرجانات جهة سوس ماسة، وجهة درعة تافيلالت وغيرهما…انتهت المهرجانات، انفض الجمع، وعاد الجميع إلى وجهته، وظلت تلك المناطق على حالها، في انتظار مهرجان أخر…

لا طرق معبدة، أو شبه معبدة حتى، لا مساكن لائقة، ولا مستشفيات عمومية في المستوى، في ظل غياب سياسة واضحة من طرف المسؤولين الذين يتربعون على كرسي المسؤولية، دون أن يحددوا الأوليات.

تهميش وحياة تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، عراها الفيضان الأخير، وأزمة حقيقية تستدعي تدخلا عاجلا يراعي لتطلعات هؤلاء البسطاء، عمقتها سيول الأمطار التي عصفت بالجنوب المنسي.

قرى ومداشر وراء الجبال، لا نسمع عنها إلا بعد زلزال أو فيضان أو كارثة، يعيش أهلها حياة قاسية، في وقت تخصص فيه ميزانيات ضخمة لمهرجانات تفتقد لمقومات وجودها في ظل وجود الأولويات.

الموسيقى شيء جميل، هي غذاء الروح، لكن يصبح ضربا من الجنون أن تصرف أموال طائلة على مهرجان موسيقي في جهة تفتقر مداشرها إلى المستوصفات، وإلى الطرق المعبدة، وإلى المدارس، وإلى الكثير من الأشياء التي يعرفها المسؤول جيدا، لكنه يدير ظهره في أول فرصة تأتي بعد انتهاء الكارثة الطبيعية.

بنية تحتية هشة، وتنمية غير مستدامة تعاني من الإعاقة، بعد أن شوه العديد من المسؤولين أبجدياتها، حيث أفرغت من حمولتها، فأصبحنا ننتظر الكوارث حتى ننظم الجزاءات، ونحاسب المسؤولين ولو بشكل صوري ورمزي، وندخل في دوامة إلقاء اللوم.

نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى من يسمع صوت الهامش القادم من بعيد، من وراء الجبال، لعل المسؤول يستيقظ من سباته، ولعله يسطر سياسات عمومية واضحة المعالم، فلا يكفي أن يترجل المسؤول من سياراته لتفقد المناطق المتضررة ولأخذ بعض الصور مع الضحايا للذكرى، ويالها من ذكرى بئيسة. ولا فائدة من تصويب عدسات الكاميرات نحو هذا الهامش، مادام أن الجميع سيختفي بعد انتهاء الكارثة، ومادام أن النسيان سيطاله من جديد، في انتظار كارثة أخرى…