طنجة – في قضية أثارت جدلاً واسعاً، أدانت محكمة الاستئناف في طنجة شخصين في قضية محاولة اختطاف واعتداء، كشفت خلفياتها عن صلات مشبوهة بتجارة المخدرات بين المغرب وإسبانيا. وجاء الحكم بسجن المتهم الرئيسي 5 سنوات، بينما تم إسقاط تهم الاتجار بالمخدرات عن كليهما.
تفاصيل الحكم
قضت المحكمة بسجن المتهم الرئيسي “م.أ” لمدة 5 سنوات نافذة بتهمة محاولة اختطاف زميله السابق “س.أ” وتعريضه للضرب المبرح. كما أدانت المتهم الثاني “س.أ” في قضية الضرب والجرح، وحكمت عليه بـ4 أشهر سجنًا موقوف التنفيذ.
وفي مفارقة لافتة، قررت المحكمة إسقاط تهم الاتجار بالمخدرات وحيازتها عن الرجلين، رغم اعترافات غير مباشرة خلال الجلسات تشير إلى خلفيتهما الإجرامية في هذا المجال. كما أسقطت تهمة الدخول غير الشرعي للأراضي المغربية عبر سبتة عن المتهم الثاني.
وقائع الجريمة
تعود أحداث القضية إلى حادثة وقعت في منطقة النجمة بمدينة طنجة، حيث هاجم المتهم الرئيسي “م.أ” زميله السابق داخل إحدى محلات الحلاقة، وحاول اختطافه بمساعدة شخصين آخرين. وفقًا للشكاية، تعرض الضحية للضرب المبرح، كما حاول الجناة إجباره على دخول سيارة بيضاء، لكن مقاومته وتدخل المارة أفشلا المحاولة، ما دفع المتهم إلى الفرار.
ولم يتردد الضحية في تقديم مقاطع فيديو للمحكمة تظهر تعرضه للاعتداء ومحاولة إدخاله قسرًا إلى السيارة، مما شكل دليلاً حاسماً في إدانة المتهمين.
صراع بين “شركاء” سابقين
كشفت جلسات المحاكمة عن خلافات مالية وعصبية بين الطرفين، حيث ادعى المتهم الرئيسي أن الضحية مدين له بثمن سيارات، بينما اتهمه الآخر بالابتزاز والملاحقة بسبب نجاحه في مشاريع مغربية.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت من خلال اعتراف محامي المتهم الرئيسي، الذي صرح علانية بأن موكله وخصمه كانا شريكين في تجارة المخدرات بإسبانيا، وأن الخلاف بينهما ناتج عن “حسابات غير نظيفة” في هذا العالم الإجرامي. هذا الاعتراف غير المسبوق ألقى بظلاله على القضية، رغم إسقاط تهم المخدرات في النهاية.