عرف مقر العمالة اليوم انطلاق أشغال اللقاء التشاوري الذي جمع مختلف الفاعلين المؤسساتيين والجامعيين والمنتخبين، حيث ألقى السيد مصطفى رقيب، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح ومدير جامعة السلطان مولاي سليمان، كلمة مؤثرة تناولت موضوع اللقاء الذي اختير له عنوان: “الحكم الذاتي: تتويج أممي لرؤية ملكية وجيهة وراسخة ومسيرة خضراء متجددة.”
وخلال هذا اللقاء، أكد السيد رقيب أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يشكل نموذجا متفردا في تدبير الشأن المحلي، ويجسد رؤية ملكية بعيدة المدى تروم تحقيق التنمية المندمجة في مختلف جهات المملكة. وأوضح أن هذا النموذج ليس فقط مبادرة سياسية لحل نزاع إقليمي، بل هو تصور تنموي عميق يرسخ مبادئ الحكامة الجيدة والعدالة المجالية، ويمنح للأقاليم الجنوبية وغيرها من الجهات المغربية فرصة حقيقية لبناء مستقبلها بوسائلها الذاتية وفي إطار الوحدة الوطنية.
وأشار مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا إلى أن مقاربة الحكم الذاتي هي امتداد لمسيرة خضراء متجددة في معناها، تجسد روح المبادرة والعمل الميداني من أجل الوطن، مؤكدا أن التنمية الترابية لا يمكن أن تنجح إلا بتضافر جهود جميع الفاعلين، وفي مقدمتهم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي تضطلع بدور أساسي في تكوين الكفاءات وتأهيل العنصر البشري لخدمة المشاريع التنموية.
كما شدد في كلمته على أن الجامعة المغربية، بمختلف مكوناتها، مدعوة اليوم إلى الانخراط بقوة في تنزيل النموذج التنموي الجديد، والمساهمة في بلورة حلول علمية وابتكارية قادرة على مواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب.
وختم مداخلته بالتأكيد على أن تحقيق التنمية الترابية المندمجة رهين بإرساء ثقافة تشاركية قوامها التشاور، والتنسيق بين جميع المتدخلين، خدمة للمصلحة العامة وتماشيا مع الرؤية الملكية السامية الهادفة إلى بناء مغرب متقدم ومتوازن يضمن الكرامة والعدالة لكل أبنائه.