وأوضح السيد الكنيدري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العروض المقدمة ضمن فعاليات هذا الحدث الفني الكبير، الذي يغوص في أعماق التراث المغربي اللامادي، شهدت تجاوبا بين الفنانين والجمهور من مختلف الفئات والأعمار، لاسيما الشباب.
وأبرز في هذا السياق، أن من بين الأدوار الرئيسية التي يضطلع بها المهرجان تحبيب هذه الفنون التقليدية الجميلية بايقاعاتها وكلماتها الرائعة لفئة الشباب وتقريبها منهم وتوعيتهم بأهمية الفنون الشعبية.
وأشار إلى أن النسخة ال53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية تعتبر انطلاقة جديدة وقوية بعد جائحة كوفيد-19، تميزت بالعودة لتقليد “ليلة النجوم” التي دأبت إدارة المهرجان على الاحتفاء من خلالها في كل دورة برمز من رموز الأغنية العربية، حيث احتفت نسخة هذه السنة بالفنان وكاتب الكلمات والملحن والمغني نعمان لحلو.
وتابع أن هذه التظاهرة شهدت هذه السنة، ولأول مرة، إدراج برنامج جديد ضمن فقراتها يتمثل في الليالي الموضوعاتية التي أضفت نكهة خاصة ورائعة على فعاليات المهرجان من خلال المواضيع المهمة التي تناولتها كعلاقات الصداقة بين المغرب والصن، وإبراز بعض أشكال الفنون الشعبية المغربية والتعريف بها وتقريبها للجمهور كأحواش الأطلس الكبير، والراي والركادة، إلى جانب إبراز صلة الوصل القوية بين الفنون الشعبية والفلكلور والموسيقى والغناء العصري.
وفي إطار انفتاح المهرجان على فنون شعبية أجنبية، أوضح السيد الكنيدري، أن استضافة الصين كضيف شرف نسخة هذه السنة تأتي في إطار تفعيل الدبلوماسية الفنية وانطلاقا من العلاقات المتميزة والجيدة بين المغرب والصين والتي شهدت تطورا ملحوظا، خاصة منذ الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2016.
وقال في هذا السياق، إن مشاركة ثلاث فرق صينية في هذا الحدث الفني والتراثي البارز يندرج في سياق النهج الذي يعتمده المهرجان والقائم على انفتاح الفلكلور المغربي على أشكال فنية أخرى أجنبية تجسيدا لقيم التلاقح والتلاقي والحوار بين الثقافات والفنون وبين الفرق المغربية والأجنبية المشاركة.
وتابع مدير المهرجان أن “استضافة هذه الفرق الأجنبية على امتداد دورات المهرجان تتوخى تعزيز الوعي لدى الفنانين المغاربة بأهمية ما يحملونه من موروث فني وثقافي يتعين الحفاظ عليه والاعتناء به وممارسته نظرا للحمولة الغنية للفنون الشعبية”.
واعتبر أن هذا التنوع، الذي يشهده المهرجان من حيث مشاركة الفرق المحلية والوطنية والأجنبية، يتيح الفرصة للزائر المغربي و الأجنبي لاكتشاف الفنون الشعبية لبلدان أجنبية، والاستمتاع بالفنون الشعبية لمختلف مناطق المملكة كتراث لامادي غني وأصيل.
من جهة أخرى، أكد السيد الكنيدري أن المهرجان يساهم بشكل كبير في خلق دينامية اقتصادية مهمة بالمدينة الحمراء ويسهم في تعزيز إشعاع الوجهة السياحية الأولى بالمملكة التي تزخر بتراث عريق.
يشار إلى أن هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “الإيقاعات والرموز الخالدة”، تعرف مشاركة مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، وكذا العديد من الفرق الأجنبية من دول الصين واندونيسيا وبوركينا فاسو.
وتوزعت فضاءات عروض وفقرات نسخة هذه السنة، المنظمة من قبل جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة مراكش آسفي وعدد من الشركاء الآخرين، بين ساحة جامع الفنا، وساحة جنان الحارثي، والمسرح الملكي، وقصر الباهية التاريخي.