جريدة

مراكش..ندوة دولية تناقش التطورات العلمية في مجال استدامة المياه والطاقة والغذاء وأنظمة البيئة بحوض المتوسط

 تناقش ندوة دولية انطلقت أشغالها اليوم الأربعاء بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، أحدث التطورات العلمية والممارسات الفضلى لتحقيق الاستدامة في مجالات المياه والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية بحوض المتوسط، بمشاركة ثلة من الخبراء والأساتذة الجامعيين من المنطقة المتوسطية.

 وتروم هذه الندوة، المنظمة بمبادرة من جامعة القاضي عياض بمراكش بتعاون مع جامعة العلوم التطبيقية كارلسرو (ألمانيا) على مدى ثلاثة أيام، الإحاطة بمختلف الجوانب ذات الصلة بالعلاقة الكائنة بين المياه والطاقة والأغذية والأنظمة البيئية، وذلك بهدف تطوير حلول للأنظمة الغذائية والموارد المائية في حوض البحر الأبيض المتوسط.

وتندرج هذه التظاهرة العلمية في إطار المشروع الأورو – مغاربي حول الري الذكي من أجل فلاحة مستدامة بالمنطقة المتوسطية، والذي يرتبط بالبحث العلمي المشترك لتشجيع البحث والابتكار لتطوير أساليب جديدة كفيلة بالمحافظة على الموارد المائية، وتحقيق مردودية عالية في الانتاج الغذائي.

وأكد عميد كلية العلوم السملالية بمراكش، الحسن المودن، في كلمة بالمناسبة، أن الثلاثي الحيوي المتمثل في الماء والطاقة والغذاء، يحتل مكانة هامة ويشكل أساس الاستدامة ورفاهية الإنسان، وحجر الزاوية لبقاء البشرية وازدهارها.

وأضاف أن التحديات الحالية، من قبيل النمو السكاني وتغير المناخ والتدهور البيئي، تتطلب اتباع نهج متكامل لضمان الاستخدام المستدام لهذه الموارد الأساسية، مشددا على أنه من خلال الاستثمار في الممارسات الصديقة للبيئة والتقنيات المبتكرة والسياسات العالمية، يمكن ضمان مستقبل تكون فيه المياه والطاقة والغذاء في متناول الجميع، مما يحافظ على سلامة كوكب الأرض وصحة البشرية.

وأشار السيد المودن، من جهة أخرى، إلى أن هذه الندوة تعرف مشاركة ثلة من الباحثين والخبراء وقادة الرأي، المنخرطين في البحث عن حلول مبتكرة للتحديات المعقدة التي تواجه منطقة البحر الأبيض المتوسط.

من جانبه، أكد الأستاذ بجامعة العلوم التطبيقية كارلسرو (ألمانيا)، المنسق لمشروع الري الذكي للفلاحة المستدامة بالمنطقة المتوسطية، يان هونكس، على أن ندرة المياه التي يعاني منها عدد من البلدان المتوسطية، تتطلب تجاوز الاعتماد على موارد المياه التقليدية والبحث عن مصادر أخرى المتمثلة على الخصوص في المياه المالحة والمياه المستعملة المعالجة.

وأشار إلى أن مشروع الري الذكي للفلاحة المستدامة بالمنطقة المتوسطية، سيساهم في الاستخدام المتكامل للمياه الجوفية المالحة لأغراض ذات صلة بالري وما تتيحه من امكانات في سبيل النهوض بالفلاحة الإيكولوجية.

من جهته، أبرز عبد الإله العباسي، أستاذ بكلية العلوم السملالية منسق المشروع الأورو- مغاربي للري الذكي من أجل فلاحة مستدامة بالمنطقة المتوسطية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الندوة التي تعد الأخيرة المنظمة في إطار هذا المشروع، تعكس مدى ريادة المملكة المغربية في مجال الطاقات المتجددة وتحلية المياه والري الذكي.

وأضاف أن هذه التظاهرة تندرج في إطار مشروع لتطوير وحدة ذاتية التشغيل متنقلة لتحلية المياه والري، تعتمد على الطاقة الشمسية وإحداث تقنيات التحلية، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد تمرة مبادرات لتطوير البحث العلمي والابتكار بالمنطقة المتوسطية .

ويتضمن برنامج هذه الندوة، التي يشارك فيها خبراء وأساتذة من المغرب وألمانيا والبرتغال واليونان وتونس، على الخصوص، جلسات موضوعاتية، بالإضافة إلى تنظيم ورشة حول تشجيع الاستثمارات في تدبير المياه في القطاع الفلاحي بمدينة الابتكار التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.