جريدة

مرحبا بالمواطنين بدون مأوى.. دكالة ارض الخير والسكينة

قلم -حمزة رويجع- مراسل ميديا اونكيت 24القرفي المصطفى

فشلت مدينة الدارالبيضاء في ايواء المتشردين، كما فشلت نيويورك ولندن وباريس وغيرها من كبريات عواصم العالم، واخطأ الخطأ الفادح وزير الصحة السابق الحسين الوردي حينما اغلق ضريح “بويا عُمار” او الولي الصالح أبو عُمر وهو من أشهر الصالحين في المغرب على الإطلاق، حيث يقع ضريحه على بعد 30 كيلو مترا من مدينة قلعة السراغنة، وعلى مسافة 11 كيلو مترات من مركز العطاوية الشهيرة بزيت الزيتون.

فكان ضريحه مأوى لآلاف المرضى النفسانيين الذين اذا جاوروا ضريح اولياء الله الصالحين، نالوا حضهم من العلاج الروحي، وللإشارة فالولي الصالح أبو عمر ولد خلال العقدين الأخيرين من القرن 16 عشر الميلادي وبقي أميّاً إلى أن بلغ الأربعين من عمره حيث شدّ الرحال لتحصيل العلم إلى زاوية تامكروت الناصرية الّتي تقع على ضفاف وادي درعة بجنوب المغرب وتتلمذ على يد مؤسسها سيدي محمد بن إبراهيم الأنصاري.

أتذكر ان جدتي رحمها الله “مي العونية” كانت كلما اشتد عليها الحال، كانت تبادر لطلب زيارة ضريح “سيدي مسعود بن حسين” دفين احد اولاد افرج، او تزور ضريح “مولاي بوشعيب السارية”، وهذه المعتقدات الروحية يصعب شرحها، خاصة للوهابيين الذي يعتبرونها شركا، بينما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والروضة الشريفة تجعل كل من يزور المقام يشعر بطمأنينة وسكينة خاصة تدفعه للزيارة المتجددة.

نعم، أخطأ الوزير الحسين الوردي حينما اغلق “بويا عُمار” او على الاقل اقامة مستشفى للامراض النفسية بذات المكان، هؤلاء المشردون الذين تلقتهم دكالة بالاحضان يوم امس، هم مواطنون، يكفل لهم الدستور حقهم في العيش الكريم، في التطبيب وفي السكن.

وفشل مجلس مدينة الدارالبيضاء ومعه مجلس جهة الدارالبيضاء سطات هو فشل ذريع ووصمة عار على جبينهم، فإذا كانت الجديدة تصدر لهم الخضروات والفواكه، وتصدر لهم جبايات ميناء الجرف الاصفر، فلن نلومهم بتصدير لنا مواطنين، فنحن لاندري اين يضع الله حكمته.

وليس لي القول، الا ضرورة هيكلة مركز ايواء الأشخاص بدون مأوى بالمستشفى القديم، واستقبالهم وتقديم لهم العناية الطبية والاكل الجيد، فربما ينعم الله علينا من فضله في القادم من الايام بأمطار للخير تسقي الحرث والنسل. تنضيم كأس أفريقيا احسن من المواطن المغربي حسبي الله ونعم الوكيل