مع تدشين مستشفى القرب بمدينة أرفود يوم الخميس 15 يونيو 2023، بحضور وفد وزاري بقيادة رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش ورئيس وأعضاء المجلس الجماعي لمدينة أرفود، استبشر ساكنة أرفود والنواحي خيرا بهذه المؤسسة التي تعتبر معلمة طبية وإضافة نوعية للمدينة بطاقة استيعابية تصل إلى 83 سريرا، بالإضافة كذلك لتوفرها على تجهيزات حديثة من قبيل ( جهاز السكانير، الأشعة، مختبر التحليلات الطبية). وكذا 3 أجنحة للعمليات الجراحية وجناح خاص بتصفية الدم، وجناح للتوليد، والأطفال.
لكن الملاحظ إلى حدود الأن هو أن المستشفى الذي تم تدشينه يفتقر تمام الافتقار للأطر الطبية والتقنية التي من المفروض تواجدها حتى يتسنى للساكنة الحصول على خدمات صحية، إذ لا يمكن للتجهيزات وحدها أن تعالج المرضى، الشيء الذي يجعلنا نذهب إلى أن هذه الجهة تعاني تهميشا مقصودا من طرف وزارة الصحة والمسؤولين، فرغم أن الوزارة عينت 7 من الأطباء الاختصاصيين بالمستشفى إلى أنه وإلى حدود هذه الساعة لم يلتحق أي من الأطباء لمزاولة عمله بالمستشفى، ما يفرض على المواطنين التوجه إلى الراشيدية لمستشفى مولاي علي الشريف وقطع مسافة 74 كيلومترا، ما يجعلنا نطرح سؤالا جوهريا على السيد وزير الصحة، إلى متى ستبقى مدينة أرفود تعاني من غياب الأطر الطبية؟!
ففي تصريح أدلى به الأستاذ عبد السلام الزياني، “فاعل حقوقي” لجريدة “ميديا أونكيت 24″ بمدينة أرفود قال: ” إن مستشفى القرب بمدينة أرفود يعاني من خصاص كبير في الأطر الطبية لا سواء الطب العام أو الطب الخاص، وكذا الممرضين والتقنيين، بالإضافة إلى فرض 40 درهم على المرضى مقابل الاستفادة من الفحص ما يشكل عبئا كبيرا على الساكنة التي تعاني الهشاشة والفقر”.
فبالإضافة إلى الغياب الشبه التام للأطر الطبية بالمستشفى نجد أن إدارة المستشفى تفرض مبلغ 40 درهما لكل مواطن مقابل الفحص، رغم أن المنطقة تعاني الفقر والتهميش، فمن أين سيحصل مواطن بالكاد يدبر عيشه اليومي على مبلغ 40 درهما للاستفادة من الفحص بالمستشفى؟ فالصحة حق أساسي لجميع البشر يمكنهم من العيش بكرامة والتمتع بجميع حقوقهم الأخرى، وضمان هذه الحقوق يقع على عاتق الوزارة في توفير أطر طبية وتحسين الولوج للخدمات الصحية لساكنة مدينة أرفود وكذا إلغاء مبلغ 40 درهما مقابل الفحص، فالصحة حق للجميع كما نص على ذلك دستور المملكة لسنة 2011، وبالتالي فالمديرية الجهوية للصحة بالرشيدية مطالبة بالتجاوب مع انتظارات ومشاكل ساكنة أرفود في هذا الخصوص..
ولنا عودة للموضوع. !