يشهد مشروع خط أنابيب الغاز الإفريقي- الأطلسي تقدمًا ملحوظًا على المستويات التقنية والإدارية، وسط تنسيق مشترك بين الدول المعنية، بهدف تسريع مراحل المشروع وتثبيت دعائمه القانونية والتنظيمية.
وقد انعقدت يومي 10 و11 يوليوز الجاري، بالرباط، اجتماعات للجنة التقنية ولجنة التسيير الخاصة بمشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، بحضور مسؤولين عن الشركات الوطنية للنفط في الدول التي يعبرها الأنبوب، إلى جانب مدير الطاقة والمعادن بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وممثلي المجموعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا “سيدياو”.
ونشير إلى أن مشروع خط أنابيب الغاز الإفريقي- الأطلسي بين المغرب ونجيريا هو مشروع يهدف إلى بناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر دول غرب إفريقيا، على إمتداد يصل إلى 5600 كلم عبر 11 دولة بإفريقيا،تشمل بنين، توغو،غانا، وساحل العاج وليبيريا،و سيراليون وغينيا وبيساو،وغامبيا، والسنغال،وموريتانيا،ليتصل بأنبوب الغاز المغاربي -الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية. كما سيمكن من تزويد النيجر وبوركينا فاسو ومالي بالغاز.
وقد إتفقا كل من نيجيريا والمغرب على هذا المشروع خلال الزيارة الملكية لجلالة الملك محمد السادس، في “أبوجا “سنة 2016،حيث تم إطلاق دراسات الجدوى للمشروع،وفي سنة 2018، وقع الطرفان عن الإعلان المشترك في الرباط،في خطوة مهمة لبدأ تنفيذ المشروع، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الإقتصادي وتحسين البنية التحتية بين البلدين.
وجاء في بلاغ للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وفقا لبروتوكولات الاتفاق الموقعة بين الشركات الوطنية للبترول، أن هذه الاجتماعات مكنت من الوقوف على تقدم أشغال المشروع.
ويتقدم المشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، كأحد أضخم المشاريع الطاقية القارية والعالمية، بتكلفة حوالي 25 مليار دولار أمريكي .
وسجل المصدر ذاته أن المشروع قطع مراحل هامة على المستويات التقنية والبيئية والمؤسساتية، حيث تم استكمال الدراسات الهندسية التفصيلية سنة 2024، كما تم إنجاز دراسات المسح والتأثير البيئي والاجتماعي للجزء الشمالي، فيما تتواصل الدراسات الخاصة بالجزء الجنوبي نيجيريا-السنغال، مبرزا أن المشروع قد صمم لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وسيتم تطويره على عدة مراحل.
وكانت “سيدياو” وهي المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا قد درسة المشروع المغربي- النيجيري وحددت أهدافه في تحقيق مشاريع مشتركة تتمثل في إستغلال موارد الإقليم من الغاز و إمداد الدول المعنية بالطاقة النظيفة.
وخلال الإجتماع تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية للبترول النيجيرية، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن من جهة، والشركة التوغولية للغاز من جهة أخرى في إنضمام رسمي لشركاء المشروع.
و يمثّل أنبوب الغاز الأطلسي الأفريقي (AAGP) مشروعًا إستراتيجيًا عابرًا للحدود، صُمّم لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، عبر مراحل متعددة، وبآلية تطوير تعتمد على شركة قابضة تشرف على 3 شركات متخصصة.
هذا المشروع الإستراتيجي الضخم يعكس اهتمام المغرب بعلاقته الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية مع نيجيريا، لكون نيجيريا البلد المركزي في عمق القارة الأفريقية، ومن بين أول الدول المنتج والمصدر للغاز الطبيعي.
وذلك من خلال إعطاء الأولوية للاستثمار المتبادل وللتعاون الاقتصادي الثنائي من خلال قطاعات اقتصادية ذات أولوية إستراتيجية ومهمة للبلدين.