خلافا لما كانت قد نشرته وسائل إعلام سابقة، أكدت مصادر دبلوماسية رسمية، أن مكتب إسرائيل بالرباط “مازال مفتوحا” ولم يتم إغلاقه خشية تهديدات من إيران بالرد على غارة وقعت في وقت سابق بداية أبريل، على مبنى ملحق بسفارتها في دمشق، وحملت تل أبيب مسؤولية وقوعها.
وبحسب ما أفادت “ماروك إيبدو”، نقلا عن مصادر إسرائيلية وصفتها بـ”الموثوقة والرسمية”، أن مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب “مازال مفتوحا، ومازال ينشط فيه موظفون مغاربة”، دون الإشارة ما إذا كان الموظفون الإسرائيليون قد غادروا المملكة أم لا.
من جهة اخرى، كشفت الصحيفة أن إسرائيل وتزامنا مع تدهور علاقتها بالمغرب، في كافة المجالات، والتي أكدتها تقارير ومعطيات متفرقة، قررت استبدال مدير المكتب المثير للجدل دايفيد غوفرين.
وأشار المصدر ذاته إلى أن تل أبيب اختارت السفير المفوض في سفارة إسرائيل في الجمهورية الفرنسية، مارك أتالي، لتعويض غوفرين على رأس تمثيلتها باارباط، والتي تراهن من خلاله على تحسين علاقتها مع المغرب، والتي تأثرت بشكل كبير ما بعد 7 أكتوبر الفارط.
وقبل أسبوع، سجل “معهد اتفاقات أبراهام للسلام” أن المبادلات التجارية بين الرباط وتل أبيب، تضاعفت في 2023، مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 116 مليون دولار أمريكية، وهو “مايجعل التجارة بين المغرب وإسرائيل العلاقة التجارية الأسرع نموا بين دول اتفاق أبراهام”.
وقال تقرير حديث أصدره المعهد، ومقره بالولايات المتحدة الأمريكية، أنه وبالرغم من التباطؤ في الربع الأخير من العام الفارط، إلا أن أرقام التجارة لا تزال أعلى بكثير من مستوياتها في عام 2022.
وتظهر هذه الأرقام بحسب المصدر ذاته “مرونة العلاقات التجارية بين البلدين على الرغم من الحرب بين إسرائيل وحماس. ولا تشمل الأرقام التجارية سريعة النمو الصفقات السيبرانية والبرمجيات والدفاع، والتي كانت جميعها كبيرة في عام 2023. ولا تشمل هذه الأرقام أيضًا الاستثمارات المالية أو الصناعية”.
وأكد المعهد أنه رغم الحرب المستمرة بين حماس وإسرائيل، فقد ظلت العلاقات الدبلوماسية بين دول اتفاقيات أبراهيم وإسرائيل “مستقرة”؛ مضيفا “انخفضت التجارة بنسبة 4% فقط، مقارنة بانخفاض قدره 18% في إجمالي تجارة إسرائيل”.
وواصل “كان للحرب تأثير سلبي قوي على الرأي العام الإقليمي تجاه إسرائيل”، مشيرا إلى أن الغضب الشعبي أعاق “التقدم نحو التطبيع بين إسرائيل والسعودية”.
واعتبر معهد اتفاقات أبراهام للسلام في تقريره السنوي عن حصيلة العلاقات بين إسرائيل والدول الموقعة على اتفاقيات التطبيع، وبخصوص المغرب، قال المعهد “إن عام 2023 كان العام الأكثر إنتاجية بالنسبة للعلاقات بين إسرائيل والمغرب منذ توقيع الاتفاق الثلاثي بشأن استئناف العلاقات”.
وأوضح المعهد أنه خلال السنة الماضية “قام العديد من الوزراء الإسرائيليين بزيارات رسمية إلى المغرب للقاء نظرائهم”، وأشار المعهد إلى الزيارة التي قام المستشار الملكي أندريه أزولاي إلى إسرائيل وتسلمه “وسام التميز الرئاسي من الرئيس يتسحاق هرتزوغ”.
وبحسب المعهد فإن ما ميز “لأمر الأكثر أهمية هو إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرار إسرائيل بالاعتراف رسميًا بالسيادة المغربية على الصحراء”، مشيرا إلى أن “اعتراف إسرائيل بالسيادة المغربية يأتي في أعقاب قرارات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة ودول أخرى ذات تفكير مماثل”.
ووصف المعهد القرار بأنه “يصب في مصلحة الأمن القومي لإسرائيل، حيث أن جبهة البوليساريو الانفصالية، المنخرطة في صراع مسلح مع المغرب على المنطقة، مسلحة وممولة من إيران وحزب الله. ومن الأهمية بمكان أن تفي جميع البلدان التي اعترفت بسيادة المغرب بالتزاماتها والتنفيذ الكامل لقراراتها، لما لذلك من تأثير على مستقبل التطبيع ليس فقط مع المغرب، ولكن مع دول أفريقية أخرى أيضا”.
وفيما يتعلق بالسياحة، لفت المعهد إلى أنه، ووفقا لمعطيات صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، زار حوالي 3200 مواطن مغربي إسرائيل في عام 2023، مقارنة بحوالي 2900 زاروا إسرائيل في عام 2022، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 10.3٪.
ومن جهة أخرى، بحسب الأرقام التي حصل عليها المعهد من وزارة السياحة المغربية، فإن حوالي 50.548 إسرائيليا زاورا المغرب سنة 2023، مقابل 74.648 سنة 2022، أي انخفاض بنسبة 32%.
وبحسب هيئة المطارات الإسرائيلية، مر عبر مطار بن غوريون الدولي في عام 2023، 116,031 مسافرًا على الرحلات الجوية بين إسرائيل والمغرب، مقارنة بـ 151,503 في عام 2022، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 23.4%.