أظهرت دراسة إسرائيلية، نشرت نتائجها صحيفة “هآرتس”، أن واحدًا من كل 4 يهود إسرائيليين، و4 من كل 10 عرب يحملون الجنسية الإسرائيلية، مستعدون للهجرة إلى مكان آخر إذا أتيحت لهم فرصة لذلك. وتدل مثل هذه القناعات، حسب الدراسة، على تراجعٍ مستمر في منسوب الثقة في القيادة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال.
وترسم نتائج استطلاع معهد سياسة الشعب اليهودي، وهو استطلاع شهري، حسب “هآرتس”، صورةً قاتمة لإسرائيل، وذلك بشأن 5 فئات من الأسئلة، وهي على التوالي: فئة الأسئلة التي تتعامل مع الحرب على غزة وتداعياتها، وفئة الأسئلة التي تتعامل مع الثقة في القيادة، وفئة الأسئلة التي تثار حول العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وفئة تتعلق بالجدل حول التجنيد الإجباري لليهود المتدينين (الحريديم)، والأخيرة تتعلق بمستقبل إسرائيل.
القلق سيد الموقف
يمكن القول، حسب نتائج الدراسة الاستطلاعية، أن القلق يمثل الكلمة المفتاحية لوضع إسرائيل اليوم، حيث تشعر الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين بالقلق الشديد بشأن الوضع الأمني الحالي في إسرائيل. فنسبة الذين عبّروا عن هذا القلق تصل بين المواطنين العرب إلى 90%، وبين اليهود الإسرائيليين إلى 84%. أما بالنسبة لليمين ويمين الوسط، فهو يميل إلى “القلق إلى حد ما”، في حين أن الوسط الأقرب إلى اليسار يميل إلى “القلق الشديد”، حسب الدراسة.
الثقة في النصر
طُلب من المشاركين في الاستطلاع تقييم ثقتهم في قدرة إسرائيل على النصر في الحرب، وذلك على مقياس يتراوح بين واحد و5، وقد بدا حسب نتائج الاستطلاع أن الثقة تراجعت بشكل مطرد مع مرور الأشهر، إذ قدر 41% ثقتهم بالنصر هذا الشهر، مقارنة بمتوسط شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو البالغ 40%، وصنّف 45% من العرب الإسرائيليين احتمال الفوز في المستويات الأدنى واحد أو اثنين، في حين صنفه 26% على المستويات الأعلى 4 أو 5.
انخفضت ثقة الإسرائيليين في مستوى قيادة جيشهم هذا الشهر، إذ تشير النتائج إلى أن أكثر من النصف يعبرون عن ثقة منخفضة أو منخفضة للغاية في القادة المعنيين
وتعكس نتائج الاستطلاع أيضًا – وفق “هآرتس” – تحولًا في الرأي العام الإسرائيلي بشأن سلوك إسرائيل أثناء الحرب فيما يتعلق بالتوازن الصحيح بين الرغبة في التصرف بشكل أخلاقي في الحرب، والحاجة إلى الدفاع عن المصالح الإسرائيلية.
وكان 31% من المستطلعة آراؤهم يفضلون السلوك الأخلاقي مع الاستثناءات، و22% يفضلون التوازن المتساوي. لكن السياسة القائمة على المصالح تفوقت على تلك القائمة على الأخلاق، إذ يفصل 26% سياسة تراعي المصالح فقط، و32% يفضلون سياسة تراعي المصالح مع استثناءات.
الثقة في القيادة العسكرية
أما عن مؤشر الثقة في القيادة، فعند سؤال المشاركين عن ثقتهم في الحكومة، وفي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وجه الخصوص، أعرب 16% من اليهود عن مستوى عال جدًّا من الثقة في نتنياهو، كما أن 9% من العرب الإسرائيليين لديهم ثقة إلى حد ما أو عالية جدًا في الحكومة، في حين أن نسبة الثقة إلى حد ما أو العالية جدًا في الحكومة، بين اليهود الإسرائيليين، كانت 26%.
ط
وفيما يتعلق بالقيادة العسكرية، غيّر المعهد صياغة سؤال طُرح في الأشهر السابقة من “ما هو مستوى ثقتك في قادة الجيش الإسرائيلي؟” إلى “ما هو مستوى ثقتك في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي؟”. وقد انخفضت كثيرًا ثقة الإسرائيليين في مستوى قيادة جيشهم هذا الشهر، إذ تشير النتائج إلى أن أكثر من النصف يعبرون عن ثقة منخفضة أو منخفضة للغاية في القادة المعنيين.
وحسب الانتماء السياسي تكون الثقة في الجيش. فبين اليمين، أشار 8 من كل 10 إلى أن لديهم ثقة منخفضة أو منخفضة للغاية في القيادة العليا للجيش، في حين أن 2 من كل 3 من “اليهود المعتدلين”، لديهم ثقة عالية أو شديدة للغاية بالقيادة.
وكما هو متوقع، يظهر الوسطيون واليساريون اليهود دعمًا كبيرًا للاحتجاجات المتعلقة بإخفاق الحكومة في التصدي لهجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر وتأخرها في حل أزمة المحتجزين، في حين يُظهر اليمينيون دعمًا منخفضا لها. ومع أن نصف اليساريين يؤيدون المظاهرات من حيث المبدأ، فإن نسبةً كبيرة منهم ترى أنها “مفرطة”.
التجنيد
قضت المحكمة العليا الإسرائيلية، في حزيران/يونيو المنصرم، بأن جميع الشباب اليهود المتدينين مؤهلون للتجنيد العسكري بعد أن كانوا معفيين من الخدمة في الجيش، ما أثار احتجاجات كبيرة بينهم. ومع أن أغلبية تمثل 63% من جميع اليهود الإسرائيليين تؤيد المحكمة العليا، كما هو متوقع، فإن 82% تمثل الغالبية العظمى من اليهود المتدينين لا تؤيد ذلك.
لوحظ انخفاض في التفاؤل بشأن مستقبل إسرائيل بين الإسرائيليين اليهود والعرب على حد سواء، علمًا أن المتشائمين يفوقون المتفائلين قليلًا، بنسبة 51% إلى 47%، مع ميل العرب أكثر إلى التشاؤم
الهجرة
عند السؤال عن الهجرة، أشار واحد من كل 4 يهود إسرائيليين و4 من كل 10 عرب إسرائيليين إلى موافقتهم على عبارة “إذا أتيحت لي فرصة عملية للهجرة، فسوف أفعل ذلك”.
وهذه النتيجة تظهر ارتفاعًا معينًا بالنسبة للعرب مقارنةً بآذار/مارس. أما بين اليهود الإسرائيليين، فلم يكن هناك أي تغيير تقريبًا في مسألة الهجرة منذ الشهر نفسه.
الانتخابات الأميركية
كانت الانتخابات الأميركية حاضرةً في الدراسة، حيث، سُئل المشاركون في الاستطلاع عن أيٍّ من المرشحين يفضلون رؤيته في المكتب البيضاوي، جو بايدن أو دونالد ترامب، فكانت النتيجة كما هو متوقع أن 24% منهم يفضلون ترامب وصوت 30% لصالح بايدن.
وتؤيد فوز ترامب نسبة تصل إلى 51% من الإسرائيليين اليهود، بينما تصل نسبة المؤيدين لبايدن إلى 35%. وتتفق أغلبية كبيرة من اليهود والعرب الإسرائيليين على أن أميركا حليف مهم لإسرائيل.
وأخيرًا، سُئل المشاركون عن مستوى تفاؤلهم تجاه إسرائيل، فلوحظ انخفاض طفيف في التفاؤل بشأن مستقبلها، بين الإسرائيليين اليهود والعرب على حد سواء، علمًا أن المتشائمين يفوقون المتفائلين قليلًا، بنسبة 51% إلى 47%، مع ميل العرب أكثر إلى التشاؤم.