معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة يحتفي بخريجي فوج سنة 2023
وبلغ عدد خريجي هذا الفوج 374 متخرجا، منهم 194 خريجة، ضمنهم 260 مهندس دولة موزعين على 11 شعبة هندسية معتمدة، و59 طبيبا بيطريا، و09 ماستر متخصص، و25 دكتوراه و21 ماستر في إدارة الأعمال. ويمثل عدد الخريجين الأجانب 7 في المائة من مجموع الخريجين.
وفي كلمة بالمناسبة، هنأ السيد صديقي المتخرجين على ما بذلوه من جهود طوال مسارهم الأكاديمي داخل المعهد، مؤكدا على المكانة المهمة للمعهد ودوره الأساسي في التفاعل مع القطاع المهني من أجل تكوين مهندسين وأطباء بيطريين ذوي كفاءات عالية للمساهمة في تنزيل ومواكبة المشاريع المهيكلة لاستراتيجية الجيل الأخضر.
كما أكد على الدور البارز الذي يضطلع به معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في تكوين الخبراء في المجال الفلاحي، مبرزا أن التكوين المميز الذي يقدمه المعهد يخول للطلبة الاتصال المستمر بعالم الهندسة الزراعية والاستجابة لحاجيات المجال الفلاحي.
وأضاف الوزير أن استراتيجية الجيل الأخضر تطمح إلى تعزيز التكوين الفلاحي عبر تكوين 150 ألف متخرج، ضمنهم 10 آلاف في التعليم العالي.
وقال السيد صديقي إن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة يعد مؤسسة بارزة ذات أثر كبير في التنمية القروية والفلاحية، تواكب تطورات البيئة الفلاحية، مشيرا إلى أن المعهد أبان عن مرونته في مواجهة التغيرات التي يشهدها العالم من خلال الرفع من الوسائل المعتمدة وتعزيز التكوينات المقترحة دون انقطاع، وكذا مواكبة تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية، لاسيما تلك المتعلقة بالأمن المائي والسيادة الغذائية.
وأضاف أن التوترات الراهنة برهنت على هشاشة الأنظمة الغذائية العالمية، وهو ما يجعل السيادة الغذائية في صلب الأولويات، داعيا إلى مواصلة التكوين والاستثمار في القطاع الفلاحي حتى يصبح قطاعا جاذبا للاستثمارات ورافعة للتنمية.
وأوضح الوزير أن كل من الماء والري وتحلية مياه البحر والتسويق وعصرنة السلاسل الفلاحية والأراضي الزراعية تمثل اليوم أوراشا كبرى للفلاحة المغربية، مؤكدا أن تنمية الموارد البشرية تقع في صميم الاستراتيجية الفلاحية الرامية إلى خلق طبقة وسطى فلاحية وتشجيع 350 ألف شاب على الولوج إلى سوق الشغل في القطاع الفلاحي في أفق 2030.
وفي الجزء المتعلق برقمنة التكوين، أورد السيد صديقي أن ما يعادل 2 إلى 3 في المائة من التنمية الفلاحية في العالم ستتحقق من خلال الرقمنة، معتبرا أن هذه النسبة بالمغرب ستشهد ارتفاعا بفضل الاهتمام الخاص الذي توليه المملكة للرقمنة.
من جهته، أشاد مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، عبد العزيز الحرايقي، بمثابرة الخريجين وتفانيهم، والالتزام الذي أبانت عنه الأطقم التقنية والبيداغوجية، داعيا الخريجين إلى المشاركة في الجهود التي يبذلها المغرب لمواجهة التحديات المناخية والاقتصادية، وتقديم حلول مستدامة ومبتكرة للفلاحة المغربية.
وقال إن المعهد يسعى إلى تكوين أطر ذات كفاءة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، مؤكدا على أهمية التمثيلية النسائية المتزايدة للقطاع، بتسجيل 52 في المائة من الخريجات.
وعلى هامش هذا الحفل، قام السيد صديقي بتدشين مركز التوثيق الفلاحي التابع للمعهد بغرض خلق فضاء بيداغوجي للبحث والابتكار في المجال الزراعي والبيطري.
ويهدف هذا المركز إلى رقمنة الخدمات والولوج إلى قاعدة المعطيات العلمية، وكذلك إحداث مجال مخصص للمؤسسات الشريكة الوطنية والدولية.
وعلاوة على ذلك، تم توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة بين معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وشركائه، من أجل التعاون في أنشطة البحث وتعزيز بلورة وإرساء برامج بحث وابتكار تستجيب لأهداف الاستراتيجية الفلاحية المغربية.
ووقع على اتفاقية الشراكة الأولى، والتي تندرج في إطار مبادرة “معرض 2030 روما”، مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وممثل جامعة توشيا – إيطاليا (TUSCIA-ITALIE)، وتتعلق بالتعاون في مجالات التعليم والبحث والتطوير في مجالات الفلاحة والغابات.
أما الاتفاقية الثانية، فتم توقيعها مع مركز الفلاحة المستدامة التابع لثلاث جامعات (لايدن ودلفت وإيراسموس)، وتروم تعزيز التعاون المتعلق بالتعليم والبحث والتنمية في مجالات الصناعات الغذائية والزراعات بالبيوت المغطاة، وكذا هندسة هذه البيوت. وتقوم هذه الاتفاقية على تعاون ثلاثي بين الحكومة والجامعات والقطاع الخاص بهولندا.
وتتعلق الاتفاقية الثالثة، التي وقعت مع الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والبيئة، بالتعاون من أجل تنفيذ مسار مراقبة الكلاب الضالة وحماية الصحة العمومية.
ويعد معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أحد أهم مؤسسات التعليم العالي في المغرب في تكوين متخصصين وخبراء في علوم وتقنيات الحياة والأرض، بما في ذلك المهندسين وحملة الماستر والأطباء البيطريين والدكاترة المتخصصين في العلوم الزراعية.
ويشكل المعهد المكون الأساسي للتعليم العالي الفلاحي الوطني الذي يشمل، أيضا، المدرسة الوطنية للفلاحة والمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين.