بقلم: الأستاذ محمد عيدني
تعيش مدينة مكناس في قلب المغرب تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة، مما وضعها في صميم الاهتمام العام. في الآونة الأخيرة، أطلقت السلطات المحلية حملة موسعة لتحرير الملك العام، تهدف إلى تعزيز النظام العام وتحقيق التوازن بين حقوق المواطنين وواجباتهم. تستعرض هذه الحملة التحديات التي تواجه المدن المغربية وضرورة المشاركة الفعالة من قبل المجتمع المحلي.
مرت مكناس عبر تاريخها الطويل بمحطات مفصلية، جعلتها تحتفظ بإرث ثقافي وحضاري غني. ومع شهادتها للتطور العمراني، بدأت التحديات تتزايد، خاصة فيما يتعلق بالملكية العامة واستخدام الفضاء العام. أصبحت الشوارع والأسواق تعاني من الفوضى والتشوه، مما استدعى تدخلاً حازماً من قبل السلطات لمحاربة مظاهر الاستغلال والبناء العشوائي.
تواجه حملة تحرير الملك العام عدة عقبات، من بينها مقاومة السكان الذين اعتادوا على استغلال المساحات العامة. هذه الحالة تتطلب عملية توعية شاملة، حيث يجب تعزيز ثقافة احترام الملكية العامة وضرورة الالتزام بالقوانين. تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الحملة إلى تفاقم الاحتجاجات من قبل السكان المعنيين، مما يتطلب خطة اتصالية مدروسة من السلطات لتجنب تأجيج الوضع.
إن نجاح الحملة يعتمد بشكل كبير على تعاون المواطنين مع السلطات المحلية. يحتاج السكان إلى إدراك أهمية الحفاظ على الفضاءات العامة وتأثير ذلك على جودة حياتهم. يجب أن تكون هناك آليات للحوار بين الطرفين، تسمح بطرح المخاوف وتقديم الحلول، مما يسهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والسلطات.
من المتوقع أن تسهم الحملة في تحسين صورة المدينة وتفعيل الخدمات العامة، ولكن من الضروري مراقبة نتائجها بمرور الوقت. ينبغي على الجهات المعنية تنفيذ تقييم مستمر لمعرفة مدى تقدم الحملة وتطبيق الدروس المستفادة في المستقبل.
تعتبر حملة تحرير الملك العام في مكناس خطوة نحو إعادة الاعتبار للفضاء العام وتحقيق النظام الاجتماعي. من خلال التعاون الفعّال والمشاركة المجتمعية، يمكن أن تتحول التحديات إلى فرص لبناء مدينة أكثر تنظيمًا وتماسكًا. تبقى الأسئلة مطروحة حول كيفية ضمان تحقيق أهداف هذه الحملة دون الإضرار بحقوق المواطنين، وهو ما يتطلب جهودًا مستمرة ورؤية شاملة للمستقبل