وقالت لعلج في كلمة بالمناسبة إن كتاب “ملحون وتشكيل” عبارة عن مجموعة قصائد تجسدها لوحاتها الخاصة، موضحة أن عملها ينقسم إلى أربعة فصول هي “هكذا تكلم الملحون”، و”الملحون في لوحاتي” و”المرأة المبجلة في المحلون” و”على خطى كبار معلمي الملحون”.
ومن خلال هذه المساهمة الفنية والأدبية، تدعو لبابة لعلج عشاق الملحون إلى إعادة النظر في بعض روائع الملحون بلغة شعرية تضع لوحاتها في سياقها، ويساهم منظورها واختيار النغمات والعمق في بلورة البعد الجمالي لهذا الفن.
ويأخذ هذا الفن الشعري الموسيقي الشعبي، الذي يشكل علامة للهوية الوطنية بعدا آخر مع لبابة لعلج التي سعت إلى نقل مشاعرها وعواطفها إلى القراء، من خلال إيجاد التوازن بين حساسيتها الفنية ولغتها الأدبية، حيث تم اختيار كل كلمة بعناية.
وجاء في تقديم الباحث أحمد الفاسي للكتاب بعنوان “سؤال في التاريخ”، إن الاهتمام التاريخي والأبحاث الأكاديمية العديدة التي أحدثها الملحون تعتبر “عنصرا بارزا” في الحضارة والثقافة الوطنية.
وأشار إلى أن “لبابة لعلج تحيي الملحون وتستجوبه وتجعله يتكلم كما لو كان من لحم ودم، في بلاغة تستحق قيمتها التي لا تقدر بثمن كذاكرة عريقة لهوية ثقافية راسخة”.
من جانبه، اعتبر الكاتب والباحث سمير لطفي، في مقدمته التي تحمل عنوان “رحلة في الزمان والمكان”، أن هذا العمل يقدم لقرائه “عودة إلى التاريخ” فضلا عن “رحلة في قلب الإنسانية النموذجية التي يجسدها المؤلف بكل حساسية وعفوية ودقة”
وأضاف أن لبابة لعلج، من خلال هذا الكتاب، “تدعو الجمهور إلى تقدير سحر الملحون وجمالية الألوان باعتبارها فضاءات للتواصل والتعايش والمشاركة، ومكانا مثاليا للقاء جميع البشر، بغض النظر عن انتمائهم الاجتماعي وعرقهم ودينهم”.
يذكر أن لبابة لعلج فنانة تشكيلية وأديبة، من مواليد مدينة فاس، وعضو في رابطة كاتبات المغرب، والمكتب الدائم لرابطة كاتبات إفريقيا، توج مسارها الإبداعي سنة 2019 بمنحها الدكتوراه الفخرية، من طرف منتدى الفنون التشكيلية الدولي.
وصدرت حول تجربتها الأدبية عدة منشورات التي تركز على تجربتها الإبداعية المتنوعة. ومن أعمالها “بزوغ غرائبي”، و”عوالمي”، و”المادة بأصوات متعددة”، و”تجريد وإيحاء”، و”سيدات العالم: بين الظل والنور”. كما صدر لها عدة مؤلفات (كتابات ولوحات)، منها “شذرات”، “أفكار شاردة”، “أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”، “تصوف وتشكيل”، و”شعر وتشكيل”، و”همس الصمت”، و”موسيقى وتشكيل” .
وتقدم الدورة الرابعة عشرة من مهرجان المقامات، التي تنظمها جمعية أبي رقراق في الفترة من 1 إلى 7 يوليوز، تكريما لعميد الأدب المغربي الراحل عباس الجيراري، برنامجا متنوعا من العروض يضم ست جلسات لتقديم وتوقيع 11 منشورا فكريا وثقافيا متعلّق بالتراث الأدبي بشكل عام، والملحون على وجه الخصوص.