فأمام جمهور مفتون بسحر الموسيقى، جعلت عايدة نصرت صدى الألحان الفارسية يتردد بعاطفة عميقة تلامس أعماق القلب والروح، ويرحل بالجمهور إلى عوالم شاعرية أخاذة.
وفي هذه الرحلة الموسيقية، كانت كل مقطوعة بمثابة دعوة لاكتشاف دقة وعمق الموسيقى الإيرانية، الممزوجة بعاطفة وحنين روحانيين.
ومن خلال عزفها على الكمان، بدت عايدة نصرت وكأنها تروي فصول حكاية تثير مشاعر جياشة وتذكر بعصور قديمة. وآثارت براعتها إعجاب الجمهور الذي قدم للاستمتاع بهذه التجربة الموسيقية الحسية الرفيعة.
وتعتبر أغاني الفنانة الإيرانية بمثابة أناشيد من أجل السلام والحب وتحرر المرأة وانعتاق الشعوب، مما يجعل موسيقاها محركا قويا للتغيير والتفكير.
وبين المآثر التاريخية لشالة، عاش الجمهور لحظات ساحرة بدت فيها الموسيقى وكأنها تتجاوز حواجز الثقافات والزمن. ومن خلال ريبيرتوار غني ومتنوع، صدحت موسيقى تمزج بين الألحان التقليدية والإبداعات المعاصرة، لتبرز مدى غنى التراث الموسيقي الفارسي المفعم بالمشاعر والتعبيرات الفنية.
ولم يسلط أداؤها غير المسبوق الضوء فقط على ثراء وجمالية الموسيقى والثقافة الفارسية، بل أكد أيضا على قدرة الفن المتفردة على توحيد مختلف المجتمعات.
وقد بدأت عايدة نصرت مسيرتها الموسيقية بالانضمام إلى مدرسة للموسيقى في سن مبكرة، وشرعت في تعلم العزف على الكمان وكانت عضوا في جوق طهران السمفوني ما بين 1999 و 2006.
وتدرس نصرت علم الموسيقى في جامعة العلوم والممارسة. وقامت إلى جانب زوجها باباك أمير مباشر، وهو موسيقي أيضا، بتشكيل مجموعة مانوشان سنة 2006، حيث طورت أسلوبها الموسيقي الخاص. وتعد عايدة نصرت، وهي أيضا عضو بورشة الفنانين في المنفى، ألبومها الرابع.