جريدة

مواطنون أسعار الخضر تشهد انخفاظا ملحوضا .

يتداول عدد من المواطنين   معطيات على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن أسعار الخضر شهدت “انهيارا دفعة واحدة”، بعدما كانت “اشتعلت طيلة السنة الماضية بشكل ألهب جيوب المواطنين”. المعطيات التي استقتها هسبريس من مهنيين ومن باعة بالتقسيط والجملة كشفت أن الانخفاض يعد “شاملا هذه المرة”، ولو بوتيرة متباينة حسب الجهات، وحسب الأسواق وسلسلة الإنتاج وضلوع الوسطاء.

 

 

 

 

وفي زيارة ميدانية لأحد أهم الأسواق الشعبية في العاصمة الرباط، بحي يعقوب المنصور، اتضح لهسبريس أن الأسعار تعرف بالفعل انخفاضا ملحوظا، فالبطاطس تبلغ 5 دراهم للكيلوغرام الواحد، والطماطم أيضا، فيما استقرّ ثمن الجزر عند 6 دراهم للكيلوغرام الواحد، ما يبين أن “الخضر الأكثر طلباً واستهلاكا صارت في متناول المواطنين، وأن هناك انطباعات إيجابية حول الأثمان”، حسب تعبير أحد بائعي الخضر بالسوق المذكورة.

 

 

 

 في تصفح الموقع الإلكتروني الرسمي المخصص لنشر أسعار المنتجات والمواد الفلاحية والغذائية، التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حيث اتضح أن الأثمان في الأيام الأخيرة عرفت “نوعا من الانهيار”، حسب ما يوضحه رسم مبياني لسجل الأسعار. كما أن البيانات المتوفرة بخصوص الأسعار حسب الجهات تعرف تباينا وتذبذبا في السعر، يعزى، وفق المصدر ذاته، “إلى عنصر الجودة”.

 

 

 

 

وبحثا عن تكوين صورة أوضح عن الأسعار في الميدان، تواصلت هسبريس مع مصدر مسؤول في أكبر سوق للجملة في المغرب، الواقع بمدينة إنزكان (جهة سوس-ماسة)، الذي أكد أن “الأسعار سجلت هذه الأيام انخفاضا لافتا وحقيقيا، بحيث قام المزارعون ببيع الطماطم بنحو 0.83 درهما كحد أدنى، ودرهمين كحد أقصى. أما البطاطس فتراوحت أسعارها بين 1.43 درهما ودرهمين و86 سنتيما”، مضيفاً أن “البصل الأخضر بدأت أثمنته لدى المزارع بنحو 1.50 ووصلت إلى 1.80 درهما كحد أقصى”.

 

 

 

 

وبين المصدر سالف الذكر أن “هذه الأثمان تحدد حسب الجودة، غير أنها تعرفُ أيضا تحوّلا حسب سلسلة الإنتاج لتصل إلى المستهلك النّهائي، لكن هذه المرة وصولها سيكون في المتناول عموماً”، مؤكداً أن “النقل بدوره يظلّ محدّدا رئيسيا”؛ وأضاف: “الأسعار تعرف انخفاضاً على ما يبدو على الصعيد الوطني، فهي منخفضة بإنزكان الذي يعد مزوّدا أساسيا للأسواق المغربية، والمؤشرات الموجودة في الأسواق إيجابية ومردّها إلى التحولات التي يعرفها المناخ وتقلّص وتيرة التصدير”.

 

 

 

هسبريس طرحت العوامل التي قدمها المصدر بسوق إنزكان على الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا، الذي أشار إلى أن “أسعار الخضر والفواكه تسجل بالفعل انخفاضا ملحوظا على مستوى التراب الوطني”، مؤكدا أن “الأسباب الحقيقية تتعلق بتسويق الكميات التي كانت موجهة للتصدير داخل السوق الوطنية؛ وذلك على خلفية قرار رفع موريتانيا الرسوم الجمركية إلى 100 في المائة على الشاحنات المغربية”، مسجلا أن “الأسباب الأخرى التي لا تقل أهمية هي مناخية بالضرورة”.

 

 

 

 

وأوضح أوحتيتا، في تصريح لهسبريس، أن “الانخفاض عادة ما يكون في هذه الفترة من السنة، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة كانت موجة الصقيع (الجريحة) تدوم لفترة طويلة، ونحن نعرف أن درجة الحرارة تساعد على نضج المزروعات”، لافتا الانتباه إلى أن “احتجاجات المزارعين بكل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا هي أيضا لها دور في هذا الانخفاض، إذ صاروا يرفضون منافسة المنتج المغربي نظرا لارتفاع كلفة الإنتاج بأوروبا، وبالتالي لم تذهب بعض الشاحنات”.

 

 

 

 

وزاد المتحدث عينه: “يمكن أن تفرض بعض دول الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية إضافية على الصادرات المغربية، وهو ما سينذر بالمزيد من الانخفاض في أسعار الخضر، ويمكن أن تستقر في أثمان محددة، نظرا لكون الظرفية مازالت مبكرة للخروج بتكهنات يقينية أو فرضيات حول الموضوع”، خالصا إلى أن “الكميات المتوفرة كافية لتموين الأسواق خلال رمضان وما قبله، لكون البلاد لا تعيش خصاصا في الجانب المتصل بالإنتاج”.