جريدة

 ميسي  و باريس مواجهة تاريخية بين الذكريات المؤلمة والرغبة في الإنتقام

ميديا أونكيت 24

 

في مواجهة تحمل في طياتها الكثير من المشاعر المتناقضة، يستعد ليونيل ميسي لخوض أول لقاء في مسيرته ضد فريق سبق أن ارتدى قميصه، عندما يقود إنتر ميامي مواجهة صعبة أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 من كأس العالم للأندية. هذه المباراة ليست مجرد تحدٍ رياضي عادي، بل هي اختبار نفسي للأسطورة الأرجنتينية التي عاشت واحدة من أصعب فتراتها الكروية في العاصمة الفرنسية.

 فصل من المعاناة في حياة البرغوث
رحل ميسي عن باريس سان جيرمان قبل عام ونصف بعد مسيرة قصيرة (2021-2023) لم تكن على المستوى المتوقع منه. فقد سجل 32 هدفًا فقط في 75 مباراة، وهو معدل بعيد كل البعد عن أرقامه الأسطورية مع برشلونة والأرجنتين. لكن الأرقام لم تكن المشكلة الوحيدة؛ فالتجربة الباريسية تركت جراحًا نفسية عميقة لدى اللاعب، الذي اعترف لاحقًا: “كانت سنتان لم أستمتع بهما… لم أكن سعيدًا في الحياة اليومية، وجدت صعوبة كبيرة في التأقلم.”

المعاناة امتدت إلى عائلته، التي فشلت في الانسجام مع الحياة في باريس رغم الترحيب الكبير الذي حظوا به في البداية. كما شهدت علاقته مع الجماهير تدهورًا كبيرًا، تحول من هتافات الترحيب إلى صافرات استهجان وإهانات من بعض المشجعين المتطرفين، خاصة بعد أزمة “رحلة السعودية” المثيرة للجدل.

 الشرارة التي أشعلت الأزمة
في مايو 2023، وصل التوتر بين ميسي وإدارة النادي إلى ذروته عندما سافر إلى السعودية بعد خسارة باريس أمام لوريان، في رحلة دعائية اعتبرها النادي “مخالفة انضباطية”. رغم أن الرحلة كانت مُخطَّطًا لها مسبقًا، إلا أن الإدارة بقيادة ناصر الخليفي ولويس كامبوس رأت فيها تحديًا لسلطتها، خاصة في ظل مفاوضات تجديد العقد.

العقوبة التي تعرض لها ميسي (الغرامة المالية والمنع من التدريب) كانت نقطة اللاعودة. الجماهير، التي كانت بالفعل غير راضية عن أدائه، زادت من هجماتها عليه، مما جعل استمراره في باريس مستحيلًا. وبعد اعتذار علني عبر فيديو، قرر ميسي الرحيل إلى إنتر ميامي، حيث وجد الاستقرار الرياضي والعائلي الذي افتقده في فرنسا.

 فرصة للتصالح أم للانتقام؟
الآن، يعود ميسي لمواجهة شبح الماضي، لكن هذه المرة كلاعب في إنتر ميامي، وهو في قمة سعادته وإبداعه. من جهة أخرى، يبدو باريس سان جيرمان أكثر تصالحًا مع ميراثه؛ فقد نشر النادي مؤخرًا تغريدة تهنئ ميسي بعيد ميلاده، مع تلميح للمواجهة: “عيد ميلاد سعيد ليو! نراك يوم الأحد.”

حتى ناصر الخليفي، رئيس النادي، أبدى امتنانه لجميع اللاعبين الذين مروا بالمشروع الباريسي، بما فيهم ميسي ونيمار ومبابي، قائلًا: “لن أنسى ما قدموه للنادي… كانوا جزءًا من النجاح.”

ا أكثر من مجرد مباراة
هذا اللقاء ليس فقط صراعًا على التأهل في كأس العالم للأندية، بل هو اختبار عاطفي لميسي، الذي سيريد إثبات أنه ما زال قادرًا على صناعة الفارق، وربما “تصحيح” سجل غير مرضٍ في باريس. أما لباريس، فهو فرصة لإغلاق صفحة الماضي بكرامة، وإظهار أن الفريق تجاوز مرحلة الاعتماد على النجوم لصالح العمل الجماعي تحت قيادة لويس إنريكي.

 هل سنشهد ميسي “المنتقم” الذي يحوّل ألم الماضي إلى أداء استثنائي؟ أم أن باريس سيثبت أنه تحرر من عبء النجومية لصالح مشروع أكبر؟ الإجابة ستُكتب على أرض الملعب يوم الأحد، في مباراة ستكون، بلا شك، واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ كأس العالم للأندية.