جريدة

نبيل بنعبد الله من ليبيا يدعو إلى تعزيز الدبلوماسية الحزبية وبناء جسور التعاون المغاربي

ميديا أونكيت 24

 قام الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، السيد محمد نبيل بنعبد الله، بزيارة إلى ليبيا بدعوة من رئيس حزب حركة المستقبل ووزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، السيد عبد الهادي الحويج. مثلت هذه الزيارة محطة مهمة في تعزيز الدبلوماسية الحزبية وبناء جسور التعاون بين المغرب وليبيا، وفي إطار السعي لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية في البلدين.

برنامج حافل باللقاءات والأنشطة

استهل بنعبد الله، الذي كان يرافقه عضو المكتب السياسي المكلف بالعلاقات الخارجية السيد سعيد البقالي، زيارته بتوجهه إلى مدينة بنغازي، حيث زار ضريح ومتحف الزعيم الليبي عمر المختار، وسجل كلمة في الدفتر الذهبي، في إشارة إلى تقدير التاريخ والنضال المشترك.

وفي العاصمة، حظي الوفد المغربي باستقبال رسمي في مقر وزارة الخارجية الليبية، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في البلدين وآفاق التعاون الثنائي، بالإضافة إلى مناقشة قضايا إقليمية تهم منطقة المغرب الكبير.

شكلت الزيارة مناسبة أيضاً لإلقاء محاضرة بجامعة العرب والتكنولوجيا في بنغازي، أمام جمهور يضم مسؤولين سياسيين وأكاديميين وأكثر من مائة ملحق دبلوماسي شاب. تناول بنعبد الله خلالها موضوع “مبادرة الحكم الذاتي كأفق لحل النزاع بالصحراء”، والتي لاقت تفاعلاً إيجابياً من الحاضرين الذين أشادوا بالمبادرة المغربية وبرؤيتها لإنهاء النزاع الإقليمي.

شارك الأمين العام في صالون سياسي نظمته الخارجية الليبية تحت شعار “الفضاء المغاربي المصير المشترك”، حيث أكد على أهمية التضامن المغاربي لمواجهة التحديات المشتركة. من جانبه، شدد الوزير الحويج على ضرورة توسيع الشراكات السياسية والفكرية بين دول المنطقة.

وفي لقاء مع إذاعة وكالة الأنباء الليبية، أعرب بنعبد الله عن تأثره البالغ بما شاهده في بنغازي، قائلاً: “لقد رأيت المآسي ورأيت الأمل”. وأبرز أن المدينة “تعج بالحياة”، حيث تتجاور آثار الحرب مع أوراش بناء وتنمية هائلة، مما يشهد على “إرادة حقيقية في الإصلاح والبناء”.

جدد بنعبد الله خلال محادثاته التأكيد على الموقف المغربي الثابت والداعم للمصالحة الوطنية في ليبيا، مشيراً إلى أن الخطوات المغربية تتم “بنية صادقة، دون أي سعي لهدف غير خدمة مصالح الشعب الليبي”. ودعا إلى ترجمة العلاقات المتينة بين البلدين إلى شراكة اقتصادية فاعلة، معتبراً عملية إعادة الإعمار في ليبيا “فرصة لتنمية المصالح المشتركة”.

وجه بنعبد الله نداءً لضرورة “توحيد الكلمة والصفوف” على المستوى المغاربي، محذراً من التحديات الوجودية المشتركة التي تواجهها دول المنطقة، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتحديات الهجرة والتغير المناخي. وشدد على أن مواجهة هذه المخاطر تتطلب تجاوز أوضاع الانقسام وبناء فضاء مغاربي قوي، مبيناً أن هذا البناء “لا يتم فقط بإرادة الحاكمين، بل يتم أيضاً بإرادة الشعوب”.

وصف بنعبد الله الوزير الحويج بأنه “صديق كبير” له شخصياً وللمغرب، مؤكداً أن علاقتهما ليست وليدة اللحظة بل هي “علاقات متينة وقديمة”. وأشاد بصفاته الشخصية، معتبراً إياه “شخصية بارزة وممتعة وصديقاً حميماً”، بل وذهب إلى القول باستخدام تعبير مغربي دارج بأن الحويج هو “نص نص، يعني ليبي ومغربي”، في دلالة على قربه من المغرب وارتباطه به.

جاء في بلاغ لحزب التقدم والاشتراكية أن هذه الزيارة “تندرج ضمن انخراط الحزب في الدبلوماسية الحزبية وتعزيز العلاقات مع الأحزاب الشقيقة في المنطقة، فضلاً عن كونها مناسبة لتجديد التأكيد على المواقف الثابتة للحزب بخصوص الدفاع عن الوحدة الترابية”. بهذه الزيارة، يكون حزب التقدم والاشتراكية قد ساهم في تعزيز الحوار والتعاون بين المغرب وليبيا، وفي الدعوة إلى إحياء الفضاء المغاربي كخيار استراتيجي لمستقبل شعوب المنطقة.